مع حلول المساء تزداد الضوضاء وترتفع أصوات مسجلات السيارات وينتشر سائقو الدراجات النارية في طريق سلطانة بالمدينة المنورة، حيث تكثر المطاعم والمقاهي والأسواق المركزية، ما يزيد من وتيرة الحركة بشكل ملحوظ، بما يشكل هاجسا لدى الأهالي يمنعهم من الاتجاه إلى الطريق تجنبا للاختناقات المرورية رغم التواجد المكثف للدوريات الأمنية والمرورية على مدار الساعة. وإزاء ذلك طالب كل من عبدالله العلام وعبدالعزيز الجطيلي بإيجاد حلول توفر لهؤلاء الشباب الوسائل الترفيهية التي تشغل وقتهم بشكل إيجابي، بدلا من الوجود في حي سلطانة الذي أصبح المركز الرئيسي لتجمعهم خصوصا في الفترة المسائية، حيث يقدم بعضهم على ممارسات التفحيط والتي تتسبب في مضايقة العائلات التي تقصد المراكز التجارية المنتشرة على جانبي الطريق. ويرى أكرم القحطاني أن هذا الطريق يشكل مشكلة مزمنة، وللأسف لم تجد الجهات المعنية حلا لها في ايجاد متنفس لهم وابعادهم عن هذا الطريق خاصة أن هناك من يعملون على جذب الشباب إلى سلوكيات خاطئة، مناشدا الجهات ذات العلاقة بالشباب ان تجد حلولا عاجلة لاحتواء هذا الشباب الذي يعد عماد المستقبل، للاستفادة من أوقاتهم بشكل إيجابي بدلا من هدرها في أمور قد تكون ضارة. مشيدا بدور الجهات الأمنية في ذلك، حيث تستنفر خلال إجازة نهاية الاسبوع لمراقبة تجمعات الشباب وضبط أي إخلال أو سلوكيات خاطئة. من جانبه قال مدير قسم السلامة في مرور المدينة المنورة العقيد عمر النزاوي إن الإدارة تقيم نقاط تفتيش بين فترة وأخرى في هذا الطريق حيث يعمل رجال المرور من خلال الدوريات الراجلة والمتحركة على ضبط الحركة المرورية فيه ورصد المخالفين وردعهم بالجزاءات المقررة. في المقابل أوضح مساعد الخدمات العامة في أمانة المدينة المنورة والناطق الإعلامي للأمانة المهندس يحيى سيف أن الأمانة أبرمت في وقت سابق اتفاقية مع المستودع الخيري بالمنطقة لتشغيل ملاعب الشباب التي أقامتها الأمانة مع الإشراف عليها، ضمن برامجها الهادفة إلى تفعيل مبادرة حماية الأطفال والشباب، مشيرا إلى أن هذه الملاعب شملت بلديات الحرم وقباء والعوالي وأحد والعقيق والعيون والبيداء والصويدرة والعاقول وأبيار الماشي والفريش والمندسة والمليليح، مضيفا أنه تم تحديد المواقع المناسبة في المدن الرئيسية للمحافظات للملاعب على ألا تقل مساحة الملعب عن 4 آلاف متر مربع، وبين أن ملاعب الأحياء التي قامت الأمانة بإنشائها في عدد من الأحياء لاقت القبول والاستحسان من قبل الشباب من خلال تحقيق ما يطمحون إليه من وجود مثل هذه الملاعب المجهزة على أعلى مستوى واستغلال أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع، وتهيئة أماكن مخصصة يمارسون من خلالها الفعاليات الرياضية والثقافية وأنشطة أخرى متنوعة.