قال سعادة السيد يعقوب الصراف وزير الدفاع اللبناني، إن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قائد مسيرة تحويل العالم العربي من عالم نفطي إلى عالم يهتم بنمو وتطوير الإنسان، حيث الموارد البشرية أهم من الموارد الطبيعية، وأضاف أن حضرة صاحب السمو قال له في مؤتمر ميونيخ للأمن: «لا تعتقدوا أن قطر صغيرة، لأن الأوطان ليست بأحجامها، أو أنها ستركع لأن الجوارح لا تركع، ولا تعتقدوا ذلك أيضاً بالنسبة للبنان».جاء ذلك في حفل استقبال له أقامه السفير حسن نجم، سفير لبنان لدى الدوحة، بمقر إقامته أمس الأول، حضره سعادة السفير إبراهيم فخرو مدير المراسم في وزارة الخارجية وسعادة العميد مبارك راشد السليطي ممثلاً عن وزارة الدفاع وعدد من أبناء الجالية اللبنانية. وأشاد سعادة وزير الدفاع اللبناني بمواقف دولة قطر في دعم ومساندة لبنان، لافتاً إلى أنه كان وزيراً للدفاع بالإنابة عام 2006 خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان وتعرضها للقصف والظلم والقتل والحصار، وكانت قطر أول من لبى النداء دون أية غاية أو مصلحة أو شرط. وأكد سعادته وجود قواسم مشتركة بين البلدين، بارتباطهما واعتزازهما بالأرض والدفاع عن السيادة، وأن قطر قدمت درساً في الانفتاح، بدليل عدد اللبنانيين العاملين بها، ليس فقط للعمل والاستثمار، ولكن للتنوع والفكر والثقافة أيضاً». وشدّد الصراف على أن قطر ولبنان يشتركان في مساعيهما الدائمة لإرساء السلام، وأن الإسلام هو دين السلام وأول دين يعطي الأمان للمهزوم، لافتاً إلى أن قطر جمعت بين التطور والانفتاح والتقدم والسلام»، وتابع: أميركا عندما قررت منذ عام 2000 أن تضع قاعدة عسكرية في قطر لم يكن محض صدفة، ولكنه نتيجة انفتاح قطر على إخوانها العرب والعالم»، وأشار إلى أن «ما حققته قطر من تقدم لافت جعلها مركزاً مهماً للاستثمار وجذب كبرى الشركات العالمية، حيث التقيت في الدوحة بشركات دولية من إسبانيا والبرازيل لديها اهتمام بالاستثمار في لبنان، وذلك على هامش مشاركتي في معرض «ديمدكس» 2018 الذي يجمع أهم الشركات العالمية في الصناعات البحرية». لن نسمح بالعدوان وفي الشأن اللبناني والموقف من القضايا الإقليمية والدولية، قال سعادة وزير الدفاع إن «رسالة لبنان واضحة، فلا نريد العدوان على أحد لا شمالاً ولا جنوباً ولا شرق أقصى ولا غرب أقصى، ولا ننوي أن نصدر سوى السلام»، مؤكداً أن «لبنان ليس لديه أي مشروع توسعي أو عدائي، ولكنه لن يسمح بأي عدوان»، وقال سعادته إن «هناك العدو الإسرائيلي الإرهابي ولكن الأهم من الأعداء هم الأصدقاء، والأهم من الحرب هو السلام، ورسالة لبنان واضحة والمسألة ليست حل مشكلات منفردة لدول، ولكن المنطقة بأسرها تحتاج إلى تعاون الجميع لحل هذه المشكلات. قطر حاضرة في مؤتمر روما وتطرق سعادة وزير الدفاع اللبناني إلى مؤتمر روما لدعم القوى العسكرية اللبنانية الذي سوف يعقد اليوم، موضحاً أن المؤتمر سوف يجمع الأردن والعراق وقطر والسعودية والمغرب والجزائر وتونس، إضافة إلى المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة». وتابع: «القصة ليست في جمع 10 ملايين دولار ولا باخرة ولا طيارة، وإنما في أن نضع يدنا في يد بعض، وأن نستعمل المثال اللبناني لإعادة اللحمة العربية، وأن ندع حفظ ماء الوجه، ونفكر بـ 12 مليون نازح سوري ومثلهم من العراق، ونصلي على مليوني شهيد من العراق و600 ألف شهيد سوري و150 ألف شهيد لبناني، وشهداء الجيش اللبناني الذين لولاهم لما كنا موجودين الآن». الشرق الأوسط العالمي وأشار سعادة وزير الدفاع اللبناني إلى اهتمام وانزعاج العالم ممّا يحدث في منطقة الشرق الأوسط، قائلًا: «لأول مرة يطلق الأمين العام للأمم المتحدة ما يسمى الشرق الأوسط العالمي، لأن أوروبا وروسيا وإيران وأفريقيا مفزوعة من تدهور الشرق الأوسط، ولأن الخلافات بيننا قد تنتج مآسي وأزمات كبيرة، فالنازح الواحد في ألمانيا يكلفها 25 ألف يورو، فما بالكم بمليون و800 ألف نازح موجودين في لبنان اليوم». الجالية توطد العلاقات وأشاد الصراف بدور الجالية اللبنانية في قطر، موضحاً أن رسالة لبنان هي رسالة سلام، وهو ما يتجسد في علاقاتها الجيدة مع كافة دول المنطقة، وأن دور أبناء الجالية اللبنانية في الدوحة، جزء أساسي في توطيد العلاقات بين البلدين، وأضاف: «الأمل كبير أمام لبنان لأسباب؛ منها أن المجتمع الدولي قرر أن الحرب لن تعود إلى لبنان، كما قرر أنه إذا انهار الاقتصاد اللبناني، فهي مشكلة كبرى للجميع، وأيضاً انفتاح وانتشار اللبنانيين ومساهمتهم في تطوير المجتمعات التي يعملون بها، لافتاً إلى أن الحل اللبناني الديمقراطي التوافقي، أثبت قدرته على تسوية الخلافات، رغم أنه ليس نموذجاً كاملاً، ولكنه يرتكز في النهاية على أمرين؛ أولهما أن الجميع له حضور على الطاولة، والثاني أنه يشجع الجميع»، لافتاً إلى أن «هذا هو الحل الوحيد للجامعة العربية في هذا التوقيت بالمنطقة». الانتخابات النيابية دعا سعادة السيد يعقوب الصراف أبناء الجالية اللبنانية في الدوحة إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، وقال: «إننا في موسم الانتخابات، وأنا ملتزم بالحزب، ولكن أطلب منكم الاقتراع حتى لو ضد حزبي»، وأضاف: «صوتكم وقراركم مثل الاستثمار، فأنت تستثمر بالسياسي الذي تريد أن يخدمك ويمثلك ويمثل بلادك، والعسكري الذي يدافع عنك مثل ما تستثمر بمشروع»، مشيراً إلى ارتباط اللبنانيين المغتربين بوطنهم، قائلًا: «لا يترك لبناني بلده إلا وفي قلبه غصة». سفير لبنان: قطر تقف معنا في السراء والضراء قال سعادة حسن نجم سفير لبنان لدى الدولة إن قطر دعمت لبنان في السراء والضراء، الأمر الذي يعزّز العلاقات الوثيقة بين البلدين. وقال في كلمته -خلال حفل استقبال سعادة السيد يعقوب الصراف وزير الدفاع اللبناني، أمس الأول-: «عن قطر.. هذا البلد الأمين، وقف دوماً إلى جانب لبنان في السراء والضراء، ونتوجه بالتحية إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي آمن باستراتيحية العلاقة الأخوية بين قطر ولبنان، ووضع كما سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني -حفظه الله- ثقته بالطاقة اللبنانية الاغترابية، وبنسج علاقة وطيدة مع لبنان». وأشاد السفير نجم بالجيش اللبناني، بوصفها مؤسسة وطنية يلتف حولها اللبنانيون، مثمنًا تعبير وزير الدفاع اللبناني عن موقف بلاده الصامد لجهة التمسك بسيادة لبنان على أراضيه وأجوائه ومياهه الإقليمية، ورفض كل خرق أو تعدٍ على حدوده، وبالتحديد، الجنوبية منها.;
مشاركة :