مسرحية سلطان الجديدة.. رسالة تؤكد سماحة الإسلام

  • 3/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمدو لحبيب يبتدئ العرض المسرحي (كتاب الله: الصراع بين النور والظلام) الذي ألفه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي افتتح أيام الشارقة المسرحية في دورتها ال28، بالنور، ويختتم بالنور، في إبهار بصري ترافقه دلالات فكرية عميقة على أن النور والخير باق في هذه الأرض، مهما حاول الظلام وأبناؤه أن يطمسوه.نور القرآن العظيم الذي يشجع على استحضار أنوار المعرفة والعلم، والاشتغال بهما وبعمارة الأرض، كان سر تفوق حضارة الإسلام وما زال هو السر الذي ينبغي علينا الالتفات إليه والاشتغال به مرة أخرى، هكذا أرادت مسرحية صاحب السمو حاكم الشارقة أن تقول لنا كجمهور عربي ومسلم، من خلال عرض وظفت فيه الإمكانات الاستعراضية والتقنيات المسرحية بطريقة تطابقت فيها ثنائية النص- العرض وصنعت متعة، وفرجة، وإفادة، وأوصلت رسالة سموه من خلال مسرحيته بطريقة دقيقة.اشتغل المخرج السوري جهاد سعد رفقة ما يناهز ال100 ممثل وراقص استعراضي، على أدواته المسرحية، ورسم في فضاء مسرح قصر الثقافة بالشارقة لوحات تناغم فيها الصوت، مع الإضاءة مع السينوغرافيا مع الحركة مع الكلمة والنص المعبر المكثف لسموه، فخرجت المسرحية أبدع ما يكون المسرح، وطرقت الأذهان لفكرة أن الإرهاب وظلامه لا يواجهان إلا بالعلم وأنواره، وأن هذه الأمة تهتدي بكتاب الله من أجل رفعتها، ومن أجل استعادة مكانتها العلمية والحضارية التي تبوأتها في الماضي بفضل قيم دينها الحنيف وتسامحه.العرض الذي حظي بمتابعة كبيرة من جمهور غصت به القاعة، حظي كذلك بإشادات وقراءات فنية واعية من طرف نجوم المسرح العربي الذين شاهدوه.«الخليج» استطلعت آراء مخرج العمل وبعض نجومه والمشتغلين عليه وعلى استعراضاته، كما سألت بعض المسرحيين والممثلين والمخرجين عن قراءتهم الفنية للعرض.مخرج العرض جهاد سعد الذي أبدع في التعامل مع المحتوى المسرحي المكثف والمعبر الذي صاغه سموه في مسرحيته، وأجاد في التعامل مع المجاميع الاستعراضية الكبيرة جدا على الخشبة قال ل «الخليج»: «استطعت أن أصل لهذا البعد البصري والحركي والتعبيري والواقعي، لأن النص فيه تنوع كبير جدا، وفكرة عالية هي فكرة النور والظلام، وفكرة سيرورة التاريخ بين الخير والشر، ويلفت النص الانتباه إلى أننا محاطون حاليا بالظلاميين في عدة بقاع من العالم».ويضيف جهاد سعد قائلا: «النص فيه رسالة للإنسانية جمعاء، واستطعتُ أن أستشف من خلالها الصوت والحركة الذي في داخلها، وتمكنت من تحويل طاقة النص وكلماته إلى عرض بصري حركي، وكل من شارك بهذا العرض بلا استثناء كان له دور بإنجاح بشكل ما، ولقد حاولت أن أعمل بشكل موضوعي وبكل طاقتي من أجل هذا العرض».ويؤكد جهاد أن اللغة في النص تبتعد عن المباشرة، وهي مكتوبة بلغة شفافة من طرف باحث ومثقف وشاعر، ويعتبر أن تلك اللغة وذلك الأسلوب الذي كتب به سموه مسرحيته هو ما حرك فيه الشغف والدافع للاشتغال على العرض وتقديمه بشكل يختلف عن كل ما قدمه من أعمال فنية سابقة.الفنان المخضرم أحمد الجسمي والذي أدى في العرض دور «زعيم النور» تحدث بدوره عن مشاركته تلك فعبر عن فخره بذلك وقال إنه شرف كبير له، وأكد الجسمي أن الفكرة هي التي تقود إلى الإبداع، وأن فكرة النص المجسدة في الصراع بين النور والظلام جاءت واضحة جدا، وأضاف الجسمي قائلا: «الشيء الجديد والمهم في نص صاحب السمو حاكم الشارقة هذا هو أنه يدخل في كتابة المسرح الاستعراضي، وهو عمل اعتمد على الفكرة والمضمون أكثر من اعتماده على الكلمة، وركز على الحركة والموسيقى والاستعراض، ليوصل فكرته العميقة».وأشاد الجسمي بطاقم العمل وأكد أن المخرج جهاد سعد أبدع في التعامل مع النص وقدمه بشكل متميز، وشدد الجسمي أنهم عادة حين يشتغلون على نص لسموه يعملون بأريحية تامة، لأن الفكرة تكون واضحة جدا من خلال النص، وهذا ما تكرر في العرض.الممثل عبد الله مسعود الذي أدى دور زعيم الظلام في العرض قال، إن العرض أشبع دراميا من الداخل بالحركة والاستعراض، وأبرز ذلك خصوصية الكلمة فيه وعمقها، رغم أن مساحتها كانت قليلة مقارنة مع الحركة.وأضاف مسعود أن الاستعداد للعرض أخذ وقتا وجهدا، لأن النص يتطلب مهارة كبيرة في التعامل معه، وذلك لطبيعته الخاصة.وشدد مسعود على مضمون النص وفكرته التي تقول إن الظلام والظلاميين لا يمكن أن يحاربوا إلا بالنور المتمثل في التعليم، وتغيير الذهنيات، وزرع النور في أبنائنا والأجيال القادمة.واعتبر مسعود أن العرض قدم تلك الفكرة بشكل حداثي جدا، وبجهد كبير.مصمم الاستعراض في العمل الشاب إبراهيم عون حكى عن تجربته في هذا العمل، واعتبر أنه تجربة خاصة بالنسبة له، حيث وصله النص في شهر فبراير الماضي، وتفرغ له تماما، ويضيف قائلا: «حاولت من خلال الاستعراضات إيصال رسالة صاحب السمو حاكم الشارقة التي كتبها في النص، والاشتغال على ثنائية الصراع بين النور والظلام، وتطلب الأمر جهدا مضاعفا للعمل مع ما يقارب 60 راقصا و30 ممثلا على المسرح، وكان الأمر صعبا من ناحية التحكم في كل هذا العدد، لكن فكرة العمل وطريقة كتابته ساعدت كثيرا على ذلك، إضافة للشغل الممتاز من طرف المخرج جهاد سعد»وأكد عون أن هذه أول مرة يعمل فيها مع جهاد سعد، وأنه استفاد منه كثيرا في هذا العرض، على مستوى التعامل مع الفكرة وفهمها والاستفادة من ذلك في تصميم الاستعراض والرقصات.وقال عون إن الصعوبة الأكبر التي واجهته هي كيف يمزج بين حركة استعراضية، وبين مشهد التعامل مع الكتب وخصوصا مع أقدس كتاب وهو القرآن العظيم على المسرح، وفي نفس الوقت إيصال فكرة دموية وظلامية الظلاميين التي صاغها صاحب السمو حاكم الشارقة في النص.وأشاد عون بفكرة سموه المجسدة في جملة من النص تقول «أشركوا المرأة معكم»، واعتبر أنها فكرة وردت في إطار مسرحي واستعراضي مناسب جدا لإيصال رسالة مكانة المرأة في الإسلام.ضيوف المهرجان ومن بينهم بعض نجوم الدراما والمسرح العربيين البارزين كانت لهم إشادات بالنص ومضامين العرض ورؤيته الفنية.الممثل والمخرج والمسرحي المصري سناء شافع قال إنه سعيد جدا بالعرض لعدة أسباب من بينها أولا أنه نص يوظف المسرح في طريقه الصحيح من أجل إبراز النور والمعرفة والعلم وكل قيم ومفردات الحضارة الإسلامية الصحيحة، ويفضح فكر وأسلوب ودوافع الظلاميين الذين يريدون الاستحواذ على الدين من خلال فهمهم الخاص المغلوط.ومن جهة أخرى يضيف سناء شافع إنه سعيد للعرض، لأن مخرجه هو تلميذ من تلاميذه المجتهدين الذين استطاعوا ترك بصمة إبداعية واضحة على كل أعمالهم، وأكد شافع أن جهاد سعد يستحق التحية على إبداعه في إخراج هذا العمل الكبير.المسرحي والممثل السوري أسعد فضة قال لنا إن هذا العرض أظهر قدرة لافتة لجهاد سعد في التعامل مع نص صاحب السمو المكتوب بطريقة عميقة، والذي يتطلب مخرجا قادرا على أن يمزج بين الكلمة والاستعراض بطريقة مركبة درامية وبشكل ممتع، ويستطيع أن ينجح في إيصال رسالة هذا العمل المتميز، والذي قدم رسالة الصراع بين النور والظلام، وقيم المعرفة والعلم التي يزخر بها القرآن العظيم، والتي هي رسالة للإنسانية جمعاء.

مشاركة :