تسميم الجاسوس يشعل حربا دبلوماسية بين بريطانيا وروسيا.. ومجلس الأمن يشهد مواجهة كلامية بين مندوبي لندن وموسكو

  • 3/15/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تأزمت العلاقات البريطانية الروسية على خلفية اتهام لندن لموسكو بأنها تقف وراء محاولة قتل الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) بغاز الأعصاب على أراضيها، حيث أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الأربعاء، عزمها طرد 23 دبلوماسيا روسيا خلال أسبوع ومقاطعة كأس العالم 2018، في حين توعدت موسكو بالرد على هذا الإجراء الذي وصفته السفارة الروسية بالـ"عدائي".وقالت ماي إن بريطانيا قررت طرد 23 دبلوماسيا روسيا خلال أسبوع، وهي أكبر عملية طرد لدبلوماسيين منذ 30 عاما، مضيفة "كما سنجمد أصول الدولة الروسية في بريطانيا، ولن يذهب أي من أفراد العائلة المالكة أو الوزراء إلى كأس العالم في روسيا"، وتابعت، خلال إلقائها كلمة أمام البرلمان البريطاني: "سنعلق كل الاتصالات الثنائية المقررة على مستوى عال مع روسيا بعدما استخلصنا أن الأخيرة مسؤولة عن عملية تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال"، وأكدت "ما حدث يعتبر عملا عدائيا من روسيا ضد بريطانيا وأوروبا"، مشيرة إلى أن بلادها ستتخذ "كل الإجراءات لمتابعة ومعاقبة الضالعين في هذا العمل الإجرامي"، وأضافت :"لا نختلف مع الشعب الروسي لكن الرئيس فلاديمير بوتين اختار التصرف بطريقة خاطئة".واتهمت بريطانيا، خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، روسيا بالوقوف وراء تسميم سكريبال، وقال نائب المندوب البريطاني في الأمم المتحدة، جوليان بريتوايت: "إن هذه الجريمة لم تكن عادية، إنها مثلت استخداما غير قانوني للقوة وانتهاكا للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، التي تعتبر أساسا للقانون الدولي"، وتابع المسؤول البريطاني أن مادة الأعصاب "نوفيتشوك"، التي تسمم بها سكريبال وابنته، مصنوعة في روسيا ولم تنتج في أي بلد آخر، مشددا على أن المملكة المتحدة لم تتلق من موسكو أي توضيح حول وصول هذه المادة إلى مدينة سلزبوري، حيث وقع الحادث، وهو ما نفاه مندوب روسيا واعتبر تلك الاتهامات غير صحيحة.يذكر أن لندن طردت دبلوماسيين روس بعد تسميم العميل السابق ألكسندر ليتفيننكو بمادة البولونيوم المشعة في عام 2006، وواجهت لندن انتقادات كثيرة لقرار طرد الدبلوماسيين الذي اتخذ حين قتل ليتفيننكو وذلك باعتبار أنها لم تكن كافية، وبالتالي فإن من المرجح أن يكون الرد على استهداف سكريبال أكثر حزما.وفي المقابل، هددت روسيا باتخاذ إجراءات مماثلة ضد لندن، وذلك بعدما نفى الكرملين أية علاقة لموسكو، بحادث تسميم الجاسوس، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إن روسيا لا تقبل بالاتهامات التي لا أساس لها بشأن هذه الحادثة، وترفض الإنذار الذي وجهته بريطانيا، وأعلن بيسكوف، استعداد بلاده للتعاون في التحقيق مع السلطات البريطانية، بشأن هذا الحادث، في حين اعتبرت السفارة الروسية لدى بريطانيا أن طرد الدبلوماسيين الروس تصرف عدائي غير مقبول بالمرة ولا مبرر له وقصير النظر.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن بلادها سترد في أقرب وقت على تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، وذكرت: "خلال أقرب وقت سينشر بيان على موقع وزارة الخارجية بشأن كلمة تيريزا ماي في البرلمان"، وأعلنت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، أن روسيا سترد على تصريحات تيريزا ماي بحق روسيا بـ"شكل سريع، وصارم، ومماثل"، وقالت ماتفيينكو للصحفيين: "البريطانيون اتهموا روسيا دون تقديم أي أدلة، هذا أمر غير مسبوق، وأعتقد أنه لا وجود لأمثلة مطابقة في العمل الدبلوماسي، ولذلك فإن روسيا سترد بشكل سريع، وصارم، وبالمثل".وأعلن عضو لجنة شؤون الأمن ومكافحة الفساد في الدوما الروسية، أندريه لوجوفوي، أن تصريحات الجانب البريطاني تدل على أن تسميم سكريبال، قد تم تدبيره من قبل الأجهزة الخاصة البريطانية أو أية قوة أخرى، وقال لوجوفوي: "أعتقد أن جميع تصريحاتهم، تؤكد مرة أخرى أن كل ما تم القيام به في اتصال مع سكريبال كان استفزازا، دبره، وأنا لا أستبعد، إما المخابرات البريطانية إما أية قوة ثالثة، ولكن بالتأكيد ليس روسيا ".وطالب السفير الروسي لدى بريطانيا، ألكسندر ياكوفينكو، الخارجية البريطانية تقديم عينات من المادة السامة التي استخدمت ضد سكريبال، وقال السفير:" نطالب بتقديم عينات من مادة يزعم أنها استخدمت ضد سكريبال وابنته"، وأكد السفير الروسي أن السفارة غير راضية عن المعلومات حول صحة سكريبال وابنته، وطالب ياكوفينكو بتوفير فرصة للاتصال القنصلي بهما.

مشاركة :