حاربوا الأصل قبل الفرع!! - يوسف الكويليت

  • 9/17/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشعور العام لدى دول الخليج العربي بخطورة تصرفات وأساليب حزب الله على أمنها هو أمر مفهوم برصد تحركاته ومن يقفون خلفه بالدعم والتستر، وتسهيل أدواره في هذه المنطقة، وعملية أن يتم تجفيف هذه الموارد المالية ومراقبة الجهات التي تسانده قد لا تكون مهمة سهلة ذلك أن هناك العديد من العناصر حتى سنية عربية لا تخفي تعاونها معه على قاعدة المنفعة المادية أولاً ، والتضامن السياسي ثانياً، لكن إذا كنا معنيين بحماية أمننا بدون خلافات على الأسس وليس الفروع، فكل مسؤول في هذه الدول يعلم أن الراعي والمحرك والداعم للحزب، وكل تصرفاته هو إيران أولاً وأخيراً، ومحاربة الفرع دون الأصل لن يغير من طبيعة الأشياء بل ستبقى مخاطرهما قائمة، والأعذار هنا كثيرة ومحرجة للبعض.. فرجال أعمال إيران وفروع بنوكها، والموانئ الخليجية والأسواق المفتوحة لها سبب مباشر في عدم طرح هذا الموضوع الشائك، وهنا السؤال هل المصلحة التجارية فوق المصلحة الأمنية والسياسية أم أن هناك تفسيراً وقناعة ورؤية عند كل دولة برفض أي تحرك يشابه ما ستقدم عليه مع حزب الله تطبيقه مع إيران، في وقت نرى دولاً رئيسية في اعتمادها على جزء مهم من مستورداتها من نفط إيران بدأت تقلص وارداتها إلى النسب الدنيا استجابة للحظر الدولي، بينما الباب لم يوارب بينها وبين بعض دول الخليج؟ لسنا مع شن حروب تجارية أو اقتصادية، ولكن مقتضيات ما تتعرض له هذه الدول والتهديدات المستمرة حتى بالغزو العسكري وما تشنه وسائل إعلامها في الدفاع عما تسميه خليجها الفارسي، لا توضع على قائمة المماحكات للحرب النفسية، بل من يقرأ ويفهم طبيعة التركيبة الاجتماعية وعقد التاريخ المتوارثة في الصراع العربي - الإيراني، يدرك كيف أن المناهج والمؤلفات الثقافية وكل نشاط يتصل بالعرب، تجد الروح العنصرية متعالية إلى حدود ما رفعته النازية من إعلاء أرومتها على كل العالم، والتحقير لا يتصل فقط بالعرق وإنما بالفوارق العقلية بين مستوطنة حضارية، وبين رعاة همج، حتى إن توظيف المذهب وجعل الطائفة فوق أبجديات الوطن، لم يخلق المساواة بين مكونات القوميات والشعوب الأخرى حتى بدخولها الطائفة تساويها مع الإيراني وقوميته وتفوقه.. حزب الله قد تكون موجبات بروزه أن الطائفة الشيعية في لبنان عاشت العزل والاضطهاد، وكأي فئة لا تحصل على حقوقها وتستيقظ على داعم أساسي أعطاها حق القوة بين طوائف لبنان التي كانت السبب في تهميشها، أن أصبحت تتصرف بروح ظلم الماضي لكن بوجود إيران صار الحزب أداة تنفيذ وتخطيط لعمليات تجاوزت لبنان إلى مصالح إيران، وهنا المشكل والسبب الذي يجعل دول الخليج تلاحقه داخل أراضيها، ومحاولة إفهام المجتمع الدولي بخطورته والمطالبة بوضعه على لائحة الإرهاب.. لقد عاشت دول الخليج العربي بدون فرز طائفي أو عرقي، فالشيعة مواطنون كافحوا الاستعمار وساهموا في التنمية ولهم رموز تاريخية في العمل الوطني، لكن محاولة إيران دق أسافين بينهم وبين إخوتهم من السنة إحدى وسائل التحريض الذي لابد من مقاومته، وإيران نفسها تعلم كيف يتم التعامل في داخلها مع الشعوب والأقليات الأخرى من غير أرومتها، ومع ذلك إذا كانت دول الخليج معنية بشكل جذري بأمنها فعليها فهم طبيعة السياسة الإيرانية، والتعامل معها بمنطقها وسلوكها..

مشاركة :