بغرام (أفغانستان) - قال قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون، إن الفترة الحالية هي الأمثل لطالبان للدخول في مفاوضات سلام، محذرا من أن تشديد الحملة العسكرية الجوية والبرية ضد متمردي الحركة سيزيد أوضاعهم سوءا. وقال الجنرال نيكلوسن من قاعدة بغرام في شمال كابول، أكبر قاعدة جوية أميركية في أفغانستان، “تدرك طالبان ما هو الآتي وأن هذه القدرات سوف تزداد”، مضيفا “لذا الآن هو على الأرجح التوقيت الأمثل لهم لمحاولة التفاوض، لأن الأمور ستزداد سوءا بالنسبة إليهم”، وسط استعداد الطرفين لمعارك الربيع التي يتوقع أن تكون طاحنة. وتابع “تقديري لما يجري داخل حركة طالبان هو أنهم بدورهم أنهكوا جراء هذه الحرب ويريدون العودة إلى بيوتهم، وتماما مثل أبناء هذا البلد، يريدون لهذه الحرب أن تنتهي على غرارنا جميعا”. واستدرك “هناك الكثير من مقاتلي طالبان يمكنهم أن يجدوا طريقة للعمل في هذا الإطار”، محذرا في المقابل من أنه سيكون هناك دائما من يرفضون المصالحة. وعلى الرغم من تحذيرات نيكلسون الشديدة اللهجة، إلا أن البيانات الأميركية تشير إلى أن حركة طالبان بعيدة كل البعد عن الخروج من ساحات المعارك. وتأتي تحذيرات الجنرال الأميركي تزامنا مع عرض الرئيس الأفغاني أشرف غني مؤخرا، خطة لبدء محادثات تهدف إلى إنهاء 16 عاما من الحرب، عارضا التفاوض مع طالبان دون شروط مسبقة. وتنص خطة غني للسلام على اعتراف طالبان بالحكومة وبالدستور، وهو ما شكل نقطة خلافية في المحاولات السابقة لإجراء محادثات، مقابل اعتراف كابول بالحركة كحزب سياسي. وفي غياب رد من الحركة على طرح غني، قال محللون إن ذلك يعكس جدلا في صفوف قادة الحركة حول جدوى الدخول في مفاوضات مع حكومة تعتبرها طالبان غير شرعية، لكن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أعلن هذا الأسبوع أن هناك أطرافا داخل حركة طالبان منفتحة على إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية. وفي أكتوبر الماضي، كان مقاتلو طالبان يسيطرون أو يمارسون نفوذا في نصف المناطق الأفغانية، أي بزيادة تفوق ضعفي مساحة مناطق نفوذهم في 2015 بحسب تقرير نشره مكتب المحقق العام لإعادة إعمار أفغانستان “سيغار” في يناير.
مشاركة :