مصطفى أبو زيد يكتب: اغتيال المصالحة الفلسطينية في غزة بقلم مصطفى أبو زيد

  • 3/15/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

الكل تابع باهتمام محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء الفلسطيني خلال زيارته الأخيرة الى قطاع غزة رامي الحمد لله بعد عبوره إلى قطاع غزة ودلالات تلك الحادثة على ملف المصالحة الفلسطينية من الممكن أن تنسف كافة الجهود التى بذلت خلال الأشهر الماضية برعاية مصرية من خلال المخابرات العامة المصرية برمتها للأسف بل والرجوع بها إلى مفترق طرق من جديد.فبعد وقوع تلك المحاولة الفاشلة وفي اللحظات الأولى سارعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية وحركة فتح بإلقاء المسئولية على حركة حماس واتهامها بتنفيذ عملية الإغتيال دون التمهل أو تشكيل لجنة للتحقيق للوقوف على ملابسات الحادث للوصول إلى الجهة التي تقف وراء تلك العملية.إن الهدف وراء تدبير محاولة الإغتيال الوحيد هو عرقلة جهود المصالحة لتوحيد القرار والبيت الفلسطينى والعودة مرة أخرى للاقتتال والتناحر والتراشق بين حركتي فتح وحماس الأمر الذى يصب فى مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى حتى يتم تفكيك القضية الفلسطينية على اعتبار أن كلمة وجبهة الفلسطينين منقسمة على نفسها وهناك العديد من الأطراف داخل المعادلة حتى وإن كانت هناك سلطة فلسطينية تمثل الشعب الفلسطينى ممثلة فى الرئيس أبو مازن والحكومة الفلسطينية.إلا أن إسرائيل مع الواقع فى أن السلطة الفلسطينية لم تفرض سيطرتها حتى الأن على قطاع غزة الذى يتحكم به حركة حماس منذ سنوات عديدة كما أنها تتعامل مع حركة حماس وقياداتها على أنها مجموعة إرهابية تهدد الأمن القومى الإسرائيلى، هذا التحليل الذى سبق سيذهب إليه الكثير ممن سيرون الأمر على تلك الوتيرة.ولكن سأطرح تحليلا أخر من الممكن أن يكون صادم للبعض خاصة وأنه يتهم أحد أطراف المعادلة الفلسطينية ذاتها وهذا التحليل أو جهة النظر هى أن قيادات حماس نفسها والجهات المتعاونة معها هى التى قامت بتدبير تلك المحاولة الفاشلة وهنا لايعنيهم نجاح العملية أو فشلها المهم لديهم هو عرقلة إتمام المصالحة وذلك لآنه عند إتمامها سيتم دخول الحكومة المركزية للاستلام القطاع لإحكام سيطرة السلطة على غزة كدولة واحدة لها نظام وبالتالى فقدان الميزة النسبية الخاصة بفرض نفوذ حركة حماس على كامل القطاع وبالتالى سيتم تجفيف منابع التمويل الذى ينهال عليها كحركة مقاومة إسلامية تقاوم الإحتلال الإسرائيلى ولكن فى حقيقة الأمر هى أداة تستخدم من قبل من يمولهم فى تنفيذ العمليات الإرهابية .وكانت العمليات العسكرية فى سيناء لها أكبر الأثر فى الضغط عليها فى أن تجلس على مائدة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية برعاية القيادة السياسية المصرية والمخابرات العامة فى القاهرة لأنها أستشعرت أنها فى خطر محدق إن لم توافق على المصالحة وستجد نفسها معزولة من كافة الإطراف ومحاصرة من كافة الجهات خاصة مع مالها من شبهات وتعاون مع جماعة الأخوان المسلمين فى السنوات السابقة .ولذلك فهمى أرغمت وتحاول أن تجد مخرجا يوقف عملية المصالحة لإجل غير مسمى وهذا ما يحدث الأن عندما سارعت الأجهزة الأمنية بإتهام حماس قامت الأخيرة بالرد بإنها تستجهن هذا الإتهام وتحاول أن تظهر بمظهر المجنى عليه لا الجانى

مشاركة :