مصطفى أبو زيد يكتب: الصراع السوري وخريطة النفوذ العالمى

  • 4/11/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد سوريا خلال الساعات الماضية فصلا جديدا فى مشهد الصراع الدموى من خلال تكالب العديد من الأطراف الدولية فى ظل حسابات السيطرة والنفوذ العالمى خاصة على منطقة الشرق الأوسط ، فبعد فشل إستخدام حروب الجيل الرابع والخامس فى القضاء على نظام الرئيس بشار الأسد على مدى سنوات من القتل والتدمير والتخريب من خلال الدفع بالعناصر الإرهابية المسلحة وتقديم كافة الدعم اللوجيستي والفنى والمادى لمن يسمون بالمعارضة السورية ومن يدور فى فلكهم بات التلويح بإستخدام الطرق التقليدية بالتدخل العسكرى فى سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعد السماح لاسرائيل وقيامها بغارات على الأراضى السورية التى خلفت العديد من القتلى والجرحى .ومن جانب أخر نجد تركيا والتى قامت بعملية عسكرية وقامت بإحتلال عفرين السورية تحاول أن نجد لنفسها مكانا فى دائرة الصراع وبسط نفوذها فى إطار الأوهام التوسوعية لخلافة أنقضى عهدها منذ زمن بعيد وكذلك حتى لايتمكن الأكراد من تكوين دولة مستقلة تؤثر على الأكراد الموجودين بتركيا .ان المشكلة الحقيقية التى تواجه سوريا أن الصراع خرج من دائرة على تغيير النظام الحاكم فى ظل الكلمات الرنانة للديمقراطية والحرية والتى أتضحت أنها كلمات هدامة للدول العربية الى دائرة الصراع الدولى وبات هناك جبهتان كلا منها يهدد الأخر ويلوح بإستخدام القوة العسكرية لردع الأخر على أرض سوريا ودماء شعبها وتشريدهم وتحويلهم الى لاجئيين من خلال فرارهم من جحيم النار الذى يعيشون به ليل نهار.ولهذا صارت القضية السورية محل إهتمام الدول الكبرى فى تغيير خريطة النفوذ العالمى حيث روسيا تقف موقف الداعم والمساند للرئيس السورى للقضاء على الإرهاب وتقف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا موقف المعارض وجميع الأطراف الموالية والمعارضة ليس أهتماما بسوريا وانما هناك حرب باردة من نوع أخر تدور بين تلك القوى لفرض نفوذها وسيطرتها على تلك المنطقة التعيسة ولهذا كل طرف يعتبر هذا الصراع لابد أن يخرج منه منتصرا دون الأخذ فى الأعتبار الالاف الذين قتلوا وجرحوا ، لقد تحول الأمر الى مشهد عبثى دموى كبير ومثلما فعلوا بالعراق وليبيا الأن يكررون نفس المسرحية الهزلية بإتهام سوريا انها تمتلك إسلحة كيميائية وتستعملها فى قتل الشعب ولكن هل العرب سيفهمون اللعبة تلك المرة ام ستقع فى نفس الفخ ؟

مشاركة :