قال الشاعر بولس سلامة : غاض الوفاء من الصدور فظله. في الناس ظل الجود من البخلاء المثل الهولندي يقول ( امهل الوعد وعجل بالوفاء) فهناك اجحاف حكومي وقلة وفاء سواء لشهداء الكويت المسجلين في مكتب الشهيد ولا نقصد هناك الخدمات التي تقدم لاسرهم ولكن في تخليد ذكراهم في إطلاق اسمائهم على مرافق معينة وايضا هناك قلة وفاء لمن قدم للكويت خدمات جليلة وكان متميزا في مجال من المجالات . يوم الثلاثاء الموافق 13 مارس الجاري افتتح محافظ حولي الفريق أول الشيخ أحمد النواف جدارية الشهداء في حديقة مشرف بالتعاون والتنسيق مع مكتب الشهيد والهيئة العامة للزراعة وهي لاشك بادرة طيبة ولكنها بالتأكيد غير كافية وايضا هناك جدارية أخرى او نصب تذكاري في حديقة الشهيد وهي أيضا غير كافية فهي تختصر تضحيات الشهداء الذين هم أكرم منا جميعا في جدارية وحتى صور الشهداء صغيرة جدا وغير واضحة وحتى الجدارية مقامة في مكان منخفض ولكن هؤلاء يستحقون أكثر من ذلك بكثير . يوجد في الكويت تقريبا الف مدرسة وشوارع لاتعد ولاتحصي ومرافق كثيرة في الوزارات او الجهات التي كان يعمل بها هؤلاء الشهداء ولكن لم يحدث شيء من هذا القبيل فقد تم إطلاق أسماء الشوارع على شخصيات لم تقدم شيئا للكويت من أمثال مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين حسن البنا فهناك شارع كبير باسمه وهناك شوارع لها أسماء غير معروفة وما انزل الله بها من سلطان وبعضها يثير السخرية.إن البلدية أو المجلس البلدي وهي الجهة التي تطلق الاسماء على الشوارع غالبا ماتكون هناك تدخلات من وزراء او نواب لإطلاق أسماء شوارع على أشخاص هناك توصية عليهم وليس بسبب خدمات جليلة قدموها للبلد ولذلك نجزم أن الشهداء الذين قدموا ارواحهم هم اولى من غيرهم في إطلاق اسمائهم على الشوارع او المدارس او مرافق أخرى حتى تبقى اسماؤهم شاهدة على تضحياتهم وتكون محفورة في أذهان الأجيال القادمة من الشعب الكويتي وهو اقل ما يمكن أن يقدم لهم كنوع من الوفاء لهم. هناك شخصيات معروفة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وقدموا خدمات جليلة للكويت في مجالات كثيرة فهناك سواء الاختراعات العلمية وتم تكريمهم في الخارج ولكن لا احد يعرفهم في الكويت وهناك أطباء معروفين وكذلك شعراء ومطربين ولاعبين وغيرهم وانا اريد فقط ان اذكر اسم شخصية رياضية رحلت قبل أيام عن عالمنا وهو الاعلامي محمد الزامل رحمه الله وطيب ثراه. هذه الشخصية انا لم التق بها ولكني سمعت عنها كثيرا فقد كان المرحوم هو مؤسس البرامج الرياضية في تلفزيون الكويت سنة 1970 مع إقامة أول دورة للخليج في مملكة البحرين وطبعا هو من اسس القناة الرياضية وكان مديرا لها فهو قد عمل في مجال الإعلام الرياضي تقريبا 40 سنة وقد كانت البدايات صعبة فقد كان يواصل الليل بالنهار لتغطية البطولات الرياضية سواء محلية أو خليجية ودولية ورغم كل ذلك لم يكرم المرحوم محمد الزامل في حياته من قبل وزارة الإعلام وايضا لم يكرم بعد مماته ونقصد هنا على الاقل اطلاق اسمه على استديو التحليل الرياضي في القناة الرياضية التي أسسها وهناك شخصيات رياضية وفي كثير من المجلات لم يتم تكريمها بل تم نسيانها رغم كل ما قدمته من تضحيات ولازلت تعيش بيننا ولكن لا احد يعرف عنها شيئا بسبب عدم الوفاء لها من الجهات التي كانت تعمل بها. لاشك أن هؤلاء عندما ضحوا بارواحهم او الذين افنوا زهرة شبابهم وعمرهم في خدمة الكويت هم لم يفعلوا ذلك مقابل مبلغ من المال أو تكريم ولكنهم كان ماقدموه حبا في الكويت ولذلك ينبغي أن تبادلهم الكويت هذا الحب بتكريم يليق بهم . قبل أيام قامت وزارة التربية في المملكة العربية السعودية باعتماد كتاب من تأليف الراحل الوزير والسفير والشاعر غازي القصيبي في مجال الإدارة حتى يدرس في المدارس والجامعات وهذا نوع من التكريم والتخليد وهناك مؤلفات لكتاب ومؤرخين كويتيين تستحق أن تدرس في مدارس الكويت حتى يعرف الجيل الحالي وايضا الأجيال القادمة تاريخ الكويت ولا اريد ان اذكر اسم شخصية وهؤلاء إحياء ندعو لهم بطول العمر خوفا من نسيان البعض وهذا لاشك نوع من التكريم الذي يستحقه هؤلاء.نقترح أن تكون هناك لجنة حيادية لاتخضع لمزاج حكومي او نيابي لانصاف شهداء الكويت وايضا الشخصيات المتميزة التي خدمت الكويت وكان لها عطاء مميز في المجلات المختلفة حتي يكون هناك نوع من الوفاء لهؤلاء فهم ساهموا في بناء الكويت ورفع اسمها عاليا في كثير من المجالات والدول المتحضرة هي التي تكون وفية لمن ساهم في بناءها وتطلق أسماء هؤلاء على الشوارع والمدارس ومرافق أخرى واحترام عقول المواطنين في إطلاق بعض الأسماء غير المعروفة والتي ما انزل الله بها من سلطان على مرافقها والمطلوب هو تغيير هذه الأسماء بأسماء الشهداء والمتميزين من المواطنين الأموات منهم والأحياء وان لاتكتفي الحكومة بالجداريات فهي ضحك على الذقون وذر الرماد في العيون.بودستور