خرج متظاهرون مناهضون للنظام الإيراني إلى الشوارع في اليومين الماضيين بالتزامن مع احتفال الإيرانيين بمهرجان النار، لتؤكد هذه المناسبة أن شعلة الانتفاضة لم تنطفئ رغم قمع السلطات لموجة تظاهرات ضربت البلاد قبل أشهر. وأجرت وحدة الدراسات التابعة لقناة “فوكس نيوز” مقابلة عبر تطبيق “واتس آب” مع اثنين من منظمي هذه التظاهرات، المتواجدين في إيران، حيث نقلت عن أحدهم قوله: “إننا موجة جارفة، لقد عدنا بشكل أقوى، والشعب الإيراني يريد تغيير النظام، ولا مجال للعودة إلى الوراء. لقد حان الوقت لتغيير نظام علي خامنئي”. وبحسب “فوكس نيوز”، يشجع ناشطون إيرانيون المواطنين على التظاهر في الشوارع هذا الأسبوع، ويتوقعون إطلاق احتجاجات ومظاهرات أكبر، من تلك التي حدثت قبل شهرين في البلاد. ويقف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والذي تأسس في العام 1981، وراء الاحتجاجات الأخيرة، ويعد أكبر مجموعة معارضة سياسية في البلاد. وبعد سلسلة من التظاهرات التي اجتاحت 140 مدينة إيرانية في ديسمبر 2017 ويناير 2018، دعا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، لإسقاط النظام الحاكم في إيران. وخلال مقابلة “فوكس نيوز”، وصف الناشط الإيراني، واسمه كافيا، ما يجري في بلده من تظاهرات بأنه تغيّر ثوري جديد، وبأن الشباب الإيرانيين يعيدون كتابة تاريخ إيران، وذلك بالتزامن مع تنامي أعداد المنخرطين في هذا الحراك من مختلف طبقات المجتمع. وأضاف كافيا: “روّج النظام الإيراني لفكرة عدم مشاركة فئات معينة من المجتمع في مثل هذه التظاهرات، إلا أن ما يجري على الأرض قد أثبت مشاركة الجميع من ربّات المنزل والموظفين وحتى المواطنين الفقراء”. وعن دور المرأة في التظاهرات الإيرانية ضد النظام، قالت الناشطة ميترا لـ”فوكس نيوز”: “يتسم التظاهر وخصوصاً بالنسبة للإيرانيات بخطورة كبيرة، إذ أن هناك تقارير موثقة تتحدث عن عمليات تعذيب طالت متظاهرات”. وطالبت ميترا بوقف أي تعامل تجاري دولي مع إيران قائلةً: “إن أي نوع من النشاط التجاري مع النظام يصب في النهاية لمصلحة آية الله خامنئي، وسيستخدم لقتلنا واضطهادنا”. وكان الثلاثاء الماضي قد صادف احتفال الإيرانيين بمهرجان النار، وهي مناسبة استغلها المواطنون للتعبير عن سخطهم وغضبهم من النظام القائم في البلاد، عبر تظاهرات نظمت في الكثير من المدن الإيرانية، بالرغم من الانتشار الكبير لقوات الأمن، وإطلاقهم لتهديدات بهدف زرع الخوف في نفوس الإيرانيين، والحيلولة دون وقوع أي عمل مناهض للحكومة. وشهدت هذه المظاهرات بحسب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إحراق صور لخامنئي، كما أضرم شبان النار في مراكز للـ”باسيج” في العديد من المدن مثل طهران ولواسان. وأطلق متظاهرون في منطقة “صادقية” بالعاصمة، أعداداً كبيرةً من “البالونات” المضيئة، كتب عليها شعارات مناهضة لخامنئي والحرس الثوري الإيراني، ودخل شبان في مناطق مختلفة من العاصمة، ومدن كتبريز في مواجهات مع قوات الأمن، واعتقل 90 شخص في مدينة قم لوحدها، بعد أن اتهمتهم القوى الأمنية بالإخلال بالأمن العام للدولة. ومع اقتراب حلول السنة الإيرانية الجديدة، والذي يصادف يوم 20 مارس المقبل، يستعد كل من المتظاهرين والنظام لجولة جديدة من المواجهات والتي تبدو برأي ميترا محسومةً مسبقاً لصالح توجه التغيير في البلاد. وتقول، في هذا السياق، “قمع النظام للمظاهرات لن يجدي نفعاً، فعندما ترى هذه الأعداد الغفيرة من المتظاهرين في الشوارع، ستعرف تلقائياً الرسالة التي يودون إيصالها، وهي أن إيران على فوهة بركان قابل للانفجار في وقت أسرع بكثير مما يظن النظام الحاكم. قد نحقق في رأس السنة الإيرانية الجديدة نصراً ساحقاً، فالنوروز، يعني عاماً وبدايةً جديدةً، وها نحن نقترب أكثر فأكثر من المعنى الحقيقي لهذا العيد”.Post Views: 3شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :