الشارقة: زكية كردي خمسة معارض فنية تضيء على المشهد الثقافي في الفن المعاصر، تفتتحها اليوم مؤسسة الشارقة للفنون، وتستمر حتى 16 يونيو القادم، إضافة إلى «لقاء مارس 2018»، ما بين 17و19 مارس تحت عنوان: تدابير مجدية.وكانت مؤسسة الشارقة أعلنت عن برنامج الربيع خلال مؤتمر صحفي أقامته صباح أمس، أعقبته جولة صحفية على المعارض الفنية المقامة.ويمثل المعرض الاستعادي للفنانة «آنا بوغيغيان» المقام في «بيت السركال»، مسيرة أربعة عقود من تجربة الفنانة التي تضمنت رسومات ورقية، وأعمالاً تركيبية ذات وسائط متعددة، تندرج تحت عناوين: «تجار الملح»، و«مسرحية للّعب»، و«السيمفونية غير المكتملة»، إضافة إلى إعادة إنشاء استديو الفنانة في القاهرة، ومن بين الأعمال المثيرة للاهتمام رسوماتها عن حركة القطارات في الهند.ومن غياب الغروب عن منطقة خورفكان، بدأت علاقة الفنان محمد أحمد إبراهيم في التوحد مع الجبل ومع بيئته أكثر فأكثر، مستكشفاً رموز الإنسان البدائي، فراح يشتغل في المادة المحلية مثل الطين والأغصان والأعشاب وآثار الحيوانات، وأشار الفنان إلى أن ما يقدمه يعتمد على ملاحظة الرموز التي تحيط بنا، والتي تقوم عليها أعماله التي يترك فيها حرية الخيال و الفهم للمتلقي، موضحاً أنه لا يحب أن يعين نفسه وصياً على مخيلة أحد.أما الفنان والمصور العراقي لطيف العاني، فاستعرض قصته مع التصوير التي بدأت عام 1953، حيث التحق كمصور في شركة «نفط العراق»، بعد أن تدرب على يد مصورين بريطانيين، وذكر أن أول صورة له كمصور محترف كانت للملك فيصل الثاني، عند افتتاحه معرضاً زراعياً صناعياً في بغداد. واستعرض الفنان مسيرته الحافلة مع الصور التي توثق مرحلة مهمة في تلك الفترة، التي ترصد حياته في العراق ومسيرة أسفاره منذ الخمسينات وصولاً إلى السبعينات من القرن الماضي.وضمن بحثها الدائم عن المشاريع الإبداعية الجديدة، وعن الأفكار ذات الصلة لمباشرة بالحياة والتقاليد والشتات، ورصد المتغيرات الثقافية والفنية، تقدم الفنانة زينب سديرة، نظرتها العميقة من خلال معرضها «شؤون جوية.. هراء بحري»، إضافة إلى عدد من أعمالها المعروفة ومن بينها: «حارسات الصور»، و«اللغة الأم». إسماعيل الرفاعي، المسؤول الإعلامي في مؤسسة الشارقة للفنون، أوضح أن معارض البرنامج تستدعي الوقوف والتأمل، حيث عملت المؤسسة على تقديم التجارب الإبداعية البارزة في المشهد الثقافي المعاصر.بدورها أوضحت الشيخة نوّار القاسمي، مسؤولة التطوير في المؤسسة، أن اختيار المعارض يستغرق فترة طويلة تتراوح بين عامين إلى أربعة أعوام قبل عرض الأعمال، مشيرة إلى سعي المؤسسة إلى استقطاب الأفكار والأعمال الجديدة التي تسهم في تثقيف الجمهور، وتقول: «ركزنا في فترة سابقة على الأعمال التشكيلية، وبعدها اتجهنا نحو الفنون العربية المعاصرة، محاولين التنويع في المعارض، وفي هذا الموسم لدينا معارض تشكيلية، إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، ومعرض مقتنيات المؤسسة، الذي يقدم أعمالاً منوعة لفنانين من مختلف أنحاء العالم». وأوضحت أن المميز في هذا الموسم، أنه يقدم المعرض الأكبر على الإطلاق للفنانة «آنا بوغيغيان»، والذي يغطي ممارساتها الفنية على مدى أربعة عقود، كما يعرض للمرة الأولى أعمال الفنانة زينب سديرة في مؤسسة ثقافية. أما الفنان أحمد إبراهيم فكان له معرض فردي في التسعينات، لكن يعتبر هذا المعرض الأول بهذا الحجم للفنان، ويقدم أعمال الفنان التي أنتجها على مدى ثلاثة عقود، وهناك أعمال كلّف بها الفنانين من قبل المؤسسة خصيصاً لهذا البرنامج. وأردفت أن المعارض موزعة ما بين صالات العرض والبيوت التراثية في المريجة، وأن كل معرض يصحبه برنامج تعليمي، إضافة إلى الفعاليات والأنشطة الثقافية، أما عن لقاء مارس فيعتبر مساحة للنقاش والتبادل الثقافي بالنسبة للفنانين والعاملين في المؤسسات الفنية.
مشاركة :