للباحثين والمهتمين بالكتابة المسرحية تقترح «اليوم» في هذه الزاوية كتاب «بنية التأليف المسرحي السعودي بين التأصيل والتحديث.. سامي الجمعان أنموذجا» للدكتور سعيد كريم أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات في المغرب. وعن الكتاب، قال د.كريم: إنه عبارة عن مقاربة متعددة الرؤى والتصورات لمجموعة من النصوص المسرحية التي ألفها د.سامي الجمعان في فترات زمنية مختلفة، والثابت أنها نصوص كتبت بعين (مؤلف/مخرج) يعرف جيدا العلاقات الكائنة والممكنة والمحتملة بين النص والعرض، ويستحضر كون النص المسرحي فضاء للتباينات لا للبيانات، حيث اختار الجمعان المزاوجة بين التأصيل والتجريب المسرحيين، وهو ما يعكس بجلاء التحولات الفكرية والجمالية لديه، ذلك أنه يتقيد بالسلطة النقدية الأرسطية وتعاليمها الخالدة، وبأدبيات المسرح الكلاسيكي عموما، لكن سرعان ما يخرق هذا الرماد المبجل، وينزاح نحو كتابة تجريبية تقطع مع النقل، وتفتح أفقا جديدا للعقل، وتتجاوز الاتباع نحو الإبداع؛ وهو ما يجعله كاتبا مستعصيا على التصنيف، ما دام يؤمن بالتراكم الذي يؤدي إلى التطور، والسيرورة التي تتحول إلى صيرورة، وبمبدأي الاحتواء والتجاوز. وأضاف: من أبرز الأسباب والمسوغات التي جعلتني أشتغل على المنجز الإبداعي للمؤلف المسرحي والشاعر د.سامي الجمعان، انفتاحي في السنوات الأخيرة على المسرح الخليجي انطلاقا من مشاركتي في مجموعة من الندوات والمؤتمرات والمهرجانات الخليجية، إضافة إلى اطلاعي على مؤلفات د.سامي الجمعان المسرحية التي أهداني إياها مشكورا، وشغفي بنمط كتابته التي وجدت فيها نوعا من العمق الفكري والتطريز الجمالي. علاوة على محاولة إثراء النقد المسرحي السعودي بكتابة بسيطة تروم المثاقفة، وتبادل التجارب المعرفية بين المغرب وبلاد الحجاز. وفي ختام حديثه، أكد د.سعيد كريم أن المسرح السعودي في الفترة الحالية بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى التفاتة قوية من أعلى مستوى، تثمينا للمجهودات الجبارة التي يقوم بها كل المسرحيين السعوديين، مؤلفين، ومخرجين، وممثلين، ونقاد، كسبا للمستقبل الذي تراهن عليه الأجيال اللاحقة؛ حتى يكون الاستثمار في الإنسان السعودي استثمارا شاملا ومتكاملا ومتوازنا.
مشاركة :