ماذا تريد أن تقول؟ - يوسف القبلان

  • 11/5/2014
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

لستُ من أنصار مهارات الكلام أو القدرات الكتابية على حساب مهارات العمل. لا تكفي مهارات الاتصال لتحقيق النجاح. ومع ذلك أضم اليوم صوتي مع الذين يلاحظون ضعفا مقلقا في قدرات الشباب (وغير الشباب) على إيصال أفكارهم وآرائهم ورسالتهم بالكتابة أو التعبير المباشر. هناك ضعف ملحوظ في مهارات الاتصال الكتابية واللفظية، ضعف في الاملاء والخط وقواعد اللغة. بعض الشباب الآن يجيدون الكتابة والتحدث باللغة الإنجليزية أكثر من العربية. اللغات الأجنبية مهمة في الحياة العلمية والعملية ولكن لا بد من اجادة اللغة العربية أولا ثم تعلم لغة أخرى. يأتيك الآن طالب في السنة الثالثة ثانوي أو في الجامعة ويطلب المساعدة في إعداد خطاب عادي جدا الى مدير المدرسة أو رئيس القسم، فتقول له (ماذا تريد أن تقول)، وفي المقابل يتحدث أحدهم عبر النت، أو يتصل ببرنامج حواري ويشارك في الحوار أو يعلق على حدث معين، وفي الحالتين تلاحظ أنه عاجز عن إيصال الرسالة، فيحضر السؤال (ماذا يريد أن يقول). عدم القدرة على إيصال الرسالة، وعدم وضوح الفكرة يتسببان في إشكالات قد تصل في بعض الحالات الى توتير العلاقة بين دولة وأخرى. وفي الآونة الأخيرة يلاحظ كثرة التراجع عن الأقوال، ونشوء ظاهرة ما يسمى (لقد فهمت عبارتي خطأ). ومع أن بعض العبارات والآراء تكون مقصودة أحيانا لغرض معين ويتم التراجع عنها بعد الاعتراض عليها الا أن بعضها يرجع الى الضعف اللغوي وعدم القدرة على التعبير. وعلى مستوى العلاقات الشخصية تحدث الخلافات داخل العائلة أو بين الأصدقاء بسبب عدم اختيار العبارات المناسبة وكثيرا ما يضطر الشخص الى توضيح مقصده ليعيد العلاقات الى ما كانت عليه. إذا نظرنا الى القبول في الجامعات يحضر سؤال وهو (هل في معايير أو اختبارات القبول ما يقيس مهارات الاتصال باللغة العربية؟). كان خريج التخصصات العلمية في السابق هو الضعيف في القدرات اللغوية، أما الآن فقد انضم إليه أصحاب التخصصات الأدبية. هذا يستدعي مراجعة وتقييم المواد التي تغرس وتنمي مهارات الاتصال كونها عنصرا أساسيا في كافة مجالات العمل. في ظني أن أحد أسباب مشكلة الضعف اللغوي ومهارات التعبير والاتصال هو عدم القراءة. إن من يستطيع تحفيز الجيل الجديد على قراءة الكتب سواء أكانت ورقية أم غير ورقية فهو يستحق جائزة نوبل.

مشاركة :