مِن أين بدأت فكرة «العالمية صعبة قوية»؟

  • 11/7/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعمدت أن أكون آخر من يمسح وجهه من غبار معركة الآسيوية التي كفنها نيشيمورا و«راح» ضحيتها جهد وطن، وتتفاجؤون أكثر عندما أقول لكم إن كل ما خرجت به من تلك المعركة هو أنه بالفعل العالمية صعبة قوية، ليس نيشيمورا من قالها بل نحن بتصرفاتنا من أكدها ألم نشاهد جميعا المقطع الذي أظهر مجموعة من المرتدين للفانلات الزرقاء وهم يضربون لاعبا يرتدي فانلة صفراء، وأذكركم «بعد» مقطع يظهر رجلا ينحر حاشيا، احتفاء بهزيمة الهلال، وآخر يمزق عملة، وإذا «وسَّعتم» صدوركم ذكرتكم بشاب يلقن حارس سيدني «العالمية صعبة قوية» ألم تكن كل هذه الأحداث في سبيل العالمية، أم إن العالمية التي يقصدها هؤلاء غير العالمية التي أقصدها أنا؟؟!!. سؤالان محرجان يضيق بهما صدري. بصفتكم متابعين للرياضة محليا وعالميا وأنا لست من المتابعين أو لست من المهتمين، بما معناه «أنه ربما يفوتني المشهد»، هل حصل في تاريخيكم الرياضي وأنتم تتوجون على منصات الفوز في خارج بلادكم إن أتاكم أحد المعجبين واحتفى بفوزكم وحفّظكم ولو عبارة واحدة تقهرون بها الفريق المنافس له في بلده؟ «أتحداكم» ولا أطالبكم بالتفسير لذلك؛ لأن المسألة معقدة ومرتبطة بأشياء متعددة.. والثاني أي عالمية تريدون تحقيقها ما لم تكن مستخلصة من روح الوطن؟ ومن هنا -في وجهة نظري- تبدأ صعوبة العالمية أمامنا، ليس فقط على مستوى الرياضة بل جميع الأنشطة الإنسانية ؛ طالما أننا نفكر أن فوزنا بلقب عالمي شيء والوطن شيء آخر! ومن هنا تبدأ صعوبة العالمية! كلنا يعرف أن أي فريق يلعب خارج وطنه يلعب باسم الوطن ومكونه الثقافي، ونقرأ ذلك في شخصية اللاعبين وهم يجرون خلف الكرة، وهم يحتجون على الحكم، وهم يباركون بالفوز، وهم يصرحون للإعلام! فهل نحن نتفق مع الفرق العالمية في هذا المبدأ؟ إن قلنا نعم فالذي نراه (لا)! . وهنا تبدأ صعوبة العالمية ! بطبيعة الحال واضح اللبس الذي يعشعش في العقلية الرياضية عندنا في مسألة التنافسية، فالعالمية الصفراء أو الخضراء أو الزرقاء نعدها عالمية باسم النادي وليست باسم الوطن، أليس كذلك؟! وهنا تبدأ صعوبة العالمية! سألت مشجعا رياضيا معتدلا وكم نحن بحاجة إلى المعتدلين في هذا الزمان في جميع أوجه الحياة، فقلت له ما الذي حصل وما هذه «الطقطقة»؟ فقال الإعلام من هو صنع هذه المعركة، إذ في السنوات الماضية ونفس البطولة لم نرَ الإعلام الرياضي يعطي وهجا وبريقا لأندية وطنية وقفت على سدة العالمية. إن صحت الراوية، فمن هنا تبدأ صعوبة العالمية! ما نتمناه في مثل هذه المناسبات شيئين: الأول أن نستوحي المفاهيم العامة والرسائل المضيئة من المقصد الحقيقي للرياضة داخليا «لُحمة»، وماذا تعني لنا خارجيا «وطن»، والآخر أن سقف الحريات عندما يتجاوز جدار الوطن ومصلحة الوطن ينبغي أن نقول «معليش» إلى هنا وكفى! رابط الخبر بصحيفة الوئام: مِن أين بدأت فكرة «العالمية صعبة قوية»؟

مشاركة :