هكذا تعلمنا، مقارعة الحجة بالحجة، فلقد توقفت عند تلك الدراسة الجديدة التي أكدت أن توقف التنفس أثناء النوم يسبب مشكلات في الذاكرة ومنها عدم القدرة على تذكر المواقع والاتجاهات إذ قد تتأثر مع تقطع النوم العميق بسبب توقف التنفس، واعتقد صاحب الدراسة الدكتور أندرو فارجا من مركز NYU لانجون الطبي في نيويورك، أن الأشخاص قد يجدون صعوبة في تشكيل ذاكرة مكانية جديدة إذا ما عانوا من تقطع في النوم .. فالأشخاص الذين يعانون من انقطاعات التنفس أثناء النوم والذين يبلغ عددهم 18 مليون أمريكي طبقا لمؤسسة النوم الوطنية يعانون من توقفات كثيرة في التنفس قد تستمر من ثوان إلى دقائق، وكنتيجة لذلك غالبا ما يستيقظ الأشخاص الذين يعانون من انقطاعات التنفس وهم متعبون. فأردت يا سادة، أن أذكركم بأمر هام كان قد توصل له باحث هولندي في جامعة «أمستردام»، حول الفائدة العظمى لنطق لفظ الجلالة «الله» للتنفس السليم، إذ أثبت أن حرف الألف يصدر من المنطقة التي تعلو منطقة الصدر أي بدايات التنفس ويؤدي تكراره لتنظيم التنفس والإحساس بارتياح داخلي .. كما أن نطق حرف اللام يأتي نتيجة لوضع اللسان على الجزء الأعلى من الفك وملامسته وهذه الحركة تؤدي للسكون والصمت ثواني أو جزء من الثانية مع التكرار السريـع، وهذا الصمت اللحظي يعطي راحة في التنفس.. أما حرف الهاء الذي مهد له بقوة حرف اللام فيؤدي نطقه إلى حدوث ربط بين الرئتين والقلب ويؤدي إلى انتظام ضربات القلب بصورة طبيعية.. وتكرار لفظ الجلالة يفرغ شحنات التوتر والقلق بصورة عملية ويعيد حالة الهدوء والانتظام للنفس البشرية .. وكان الباحث قد أجرى على مدار (3) سنوات لعدد كبير من المرضى بينهم غير مسلمين ولا ينطقون العربية وكانت النتائج مذهلة بخاصة للمرضى الذين يعانون من حالات شديدة من الاكتئاب والقلق والتوتر. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك على نعمة الإسلام وعلى القرآن، فلقد قال تعالى (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهـم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) .. فلما تمر علينا شهور وأيام لابد أن نشعر أن هناك مشكلة ونعالجها لتحيا الأرواح والقلوب ونتعبد بدنا وقلبا.. فلابد أن يكون لدينا حسن التوكل على الله وجمع القلب على شكر الله والامتلاء حمدا له وحسن الظن بالله وثق أن كل بلاء، الله كاشفه وحده دون سواه، ومن الخطأ أن تلجأ لله بعد طرقك لباب غيره.. وقال تعالى (ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين). فمن تربية الله للعبد أن يريـه عيوبه ولو اجتهد في إخفائها، وهذا من عظيم نعمة الله عليه ليجتهـد في إصلاح عيوبه قبل لقاء ربه، فلابد أن يكون لدينا شعور بالنعمة والامتلاء بكمال المنعم لتتسع صدورنا بأنفاس مليئة بالرضا وبالتالي سوف نستمتع بنوم مطمئن ونحافظ على ذاكرتنا ونستيقظ أنشط ونملأ يومنا حيوية وإيمانا.
مشاركة :