أوضحت لـ "الاقتصادية" الدكتورة سعاد يماني رئيس المؤتمر الـ 12 للمنظمة الآسيوية والأوقيانوسية لطب أعصاب الأطفال، أن السعودية تعد من الدول المرتفعة لديها نسبة إصابة الأطفال بعشرات أمراض الأعصاب نتيجة الزواج من الأقارب المنتشر بين الأسر، خاصة في المنطقة الجنوبية. وقالت "إن الفحص الحالي الذي أقرته وزارة الصحة قبل الزواج لا يكشف عن مثل هذه الأمراض وهو يخص أمراضا وراثية محددة". وبينت يماني أن الوراثة وقلة العناية بالأم والطفل أثناء فترة الحمل من أسباب الإصابة بأنواع عديدة لا حصر لها من مشكلات الأعصاب لدى الطفل مؤكدة أن أمراض أعصاب الأطفال من الأمراض الشائعة عالميًا، ولا يوجد لها دواء جذري، وتحتاج إلى دراسة وبحث حتى يتم اكتشافها، لذلك فإن مؤتمر الرياض لطب أعصاب الأطفال سيكون فرصة لبحث مثل هذه الموضوعات الطبية المهمة. وأضافت "على الرغم من تعدد الخدمات الصحية في المملكة وجودتها إلا أننا ما زلنا في بداية المشوار لعلاج أمراض الأعصاب لدى الأطفال، خاصة أن عدد المتخصصين في هذه الأمراض لا يتجاوز 40 دكتورا في السعودية ويقل أيضا عدد الأطباء المتخصصين في الأطفال عموما بالنسبة لعدد المرضى، في حين أن هناك نحو أربعة آلاف طبيب استشاري متخصص في أعصاب الأطفال في اليابان على سبيل المثال. وعزت يماني أسباب ضعف الخدمات العلاجية لمرض الأعصاب إلى ضعف البحث العلمي في المستشفيات مع ضرورة فتح قنوات لتواصل والتعاون مع دول تقدمت في هذا المجال وتبادل الخبرات. من جانبه، قال الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إن المستشفى يشهد حاليا مشاريع توسعة كبيرة جدا من ضمنها الإعداد لإنشاء مستشفى خاص بالأطفال وسوف يتيح ذلك مجالا أمام طب أعصاب الأطفال للتوسع وتلبية الاحتياجات المتزايدة لهؤلاء المرضى، مبينا أن المستشفى أسس منذ فترة طويلة لبرنامج زمالة طب أعصاب الأطفال ويقدم خدمات متعددة في مجال طب الأعصاب منها برنامج الصرع، التوحد، اضطرابات الحركة، بالتعاون مع اختصاصي الأمراض العصبية العضلية والعصبية الاستقلابية، الذين يعملون لتقديم خدماتهم لأطفال المملكة والمنطقة معا. وأشار خلال افتتاح أعمال المؤتمر العالمي الـ 12 للمنظمة الآسيوية والأوقيانوسية لطب أعصاب الأطفال، الذي ينظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض برعاية وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، لمدة يومين، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال في الرياض، إلى أن المستشفى تمكن خلال العام الماضي من إجراء 101 عملية زراعة كبد بزيادة قدرها 85 في المائة، و261 عملية زراعة كلى بنسبة 96 في المائة، و19 عملية زراعة قلب بنسبة نجاح 95 في المائة عن العام الذي يسبقه، و14 عملية لزراعة رئة بنسبة 85 في المائة عن العام الماضي، منها زراعة رئتين لمريضين من متبرع واحد متوفى دماغيا، و168 زراعة خلايا جذعية للأطفال، و167 عملية للكبار، و30 عملية زراعة رقعة عظمية من بنك العظام منوها بأنه البنك الوطني الوحيد الذي يغذي المؤسسات الصحية في السعودية. وأكد القصبي، أن مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث يعدان من المراكز المتقدمة بين مراكز زراعة الخلايا حيث حافظا على موقعهما المتقدم بين مراكز زراعة الخلايا الجذعية من نقي العظم ودم الحبل السري، مشيرا إلى أن برنامج المؤتمر العلمي سيغطي العديد من الموضوعات المستجدة والتطورات التي تحظى باهتمام أطباء أعصاب الأطفال وبقية العاملين في مجال الرعاية الصحية المهتمين باضطرابات الصرع، والأمراض الاستقلالية، والسكتات الدماغية، والاضطرابات العصبية العضلية والعصبية النمائية. وشهدت الرياض أمس أكبر تجمع لمتخصصين في طب الأعصاب حيث سيقدم 54 مختصاً محلياً وعالمياً عبر 50 ورقة علمية، بحوثا علمية عن أمراض الصرع عند الأطفال من الناحية الوراثية والعلاجية والتشخيصية والجراحية، والأمراض الاستقلابية والأمراض العصبية والعضلية، واضطرابات النمو، والاضطرابات الحركية، والسكتة الدماغية عند الأطفال، وطب الرعاية الحرجة، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العالمي الـ 12 للمنظمة الآسيوية والأوقيانوسية لطب أعصاب الأطفال، الذي ينظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الإنتركونتننتال في الرياض.
مشاركة :