من ملاعب كرة القدم في منطقة بروتانيه الفرنسية الى ساحات التطرف الدولي، عرف الشاب الفرنسي دافيد دروجون (24 عاما) الذي افادت وسائل الاعلام الاميركية عن مقتله الاربعاء في غارة لطائرة بدون طيار في سورية على قافلة لجبهة النصرة الذي كان صانع القنابل فيها، جنوحا متزايدا الى التطرف منذ اعتناقه الاسلام وهو فتى. ولد دافيد دروجون عام 1989 في فان بمنطقة موربيان في عائلة عادية من الطبقة المتوسطة وكان مولعا بكرة القدم فكان يذهب مع والده الى مرسيليا لحضور مباريات فريقه المفضل "مرسيليا". وحين طلق والداه عام 2002 تقرب دافيد وشقيقه سيريل من اوساط مسلمين كانوا يجتمعون في حيهما. وبعد وقت اعتنق الشقيقان الاسلام فاتخذ دافيد اسم داود وتعلم العربية والقرآن وقد نشر على صفحته على موقع فيسبوك باسم "رفاق من الامس" التي لا تزال مفتوحة صورا له واجما مرتديا ملابس بيضاء. وتحت عنوان "البلدان التي احلم بزيارتها" كتب "افغانستان، الجزائر، السعودية، اثيوبيا، العراق، اسرائيل، المغرب، باكستان، الصومال، السودان، سورية". قالت احدى رفيقاته السابقات في مدرسة بريزو في فان طالبة عدم كشف اسمها "كان فتى لطيفا للغاية لا يثير اي متاعب، وكان مولعا بكرة القدم". كما قالت عنه ربة عائلة كانت ابنتها في الصف معه "كان فتى لطيفا، والده كان سائق حافلة في مدينة فان وكان الصبي يعمل بجد. لا نفهم ما الذي جرى في رأسه". وبعدما عمل وجمع مدخرات، توجه دافيد الى مصر فتابع دورات في مدارس دينية حيث تعمق في دراسة القرآن واللغة العربية، قبل العودة الى دياره. وفي مطلع 2010 اعلن لعائلته انه عائد الى مصر لكنه في الواقع توجه الى المناطق القبلية الباكستانية حيث انضم الى صفوف التطرف. التقى في هذه المناطق بلجيكيا من اصل تونسي يدعى معز غرسلاوي الذي يعتبر عنصرا مهما للقاعدة في اوروبا، ثم في المنطقة الحدودية بين افغانستان وباكستان فتدرب معه على استخدام المتفجرات وصنع القنابل. وقال مصدر امني طلب عدم كشف اسمه "هكذا اصبح خبير متفجرات من مستوى جيد". وبعدما كانت وسائل اعلام اميركية عرفت عن دروجون قبل شهر بانه ضابط سابق في الاستخبارات الفرنسية اكد مسؤول فرنسي كبير انه "ليس عسكريا سابقا ولا عنصرا سابقا في الاستخبارات الداخلية ولا الخارجية. انه معروف جيدا لدى اجهزتنا والاجهزة الاميركية، وهو عنصر مهم نسبيا في منظمته، وله بعض الالمام الفني، لكن الواحد لا يتعلم كيفية استخدام القنابل في الجيش الفرنسي". وحين اصبحت سورية "ارض التطرف" بالنسبة له، غادر دافيد دروجون على غرار العديد من القادة المتوسطي المراتب في القاعدة المناطق القبلية الباكستانية الافغانية وقد سئم العيش باستمرار تحت تهديد الطائرات الاميركية بدون طيار وصواريخها، ليقيم في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين في محافظة ادلب. هناك قتل على ما افادت وسائل اعلام اميركية نقلا عن مصادر عسكرية اميركية رفيعة حين استهدفت صواريخ اميركية قافلة من السيارات الرباعية الدفع. وقال متحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن الخميس "ما زلنا بصدد التثبت من نتائج هجومنا". وقال والده باتريس دروجون في مقابلة اجراها معه صحافي في مجلة ليكسبرس في نهاية تشرين الاول/اكتوبر "تحضرت للامر. في كل مساء اتوقع ان يدق شرطيان على بابي ليعلنا لي النبأ الفظيع".
مشاركة :