مقتل لاعب كرة القدم الفرنسي صانع القنابل في غارة للائتلاف بسوريا

  • 9/13/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انتقل ديفيد دروغون الفرنسي الشاب الذي قتل «بالتأكيد» في يوليو (تموز)، في سن الـ25 في سوريا حسب مسؤول أميركي من ملاعب كرة القدم إلى التطرف الدولي، فاعتنق الإسلام حين كان لا يزال فتى قبل أن ينضم لاحقًا إلى مجموعات ازدادت تطرفا وراديكالية. وسبق أن أعلن عن مقتله في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، في غارة شنتها طائرة من دون طيار تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المتطرفين في العراق وسوريا. ولد ديفيد دروغون عام 1989 في غرب فرنسا في عائلة من الطبقة المتوسطة وكان مولعا بكرة القدم. وحين طلق والداه عام 2002 تقرب مع شقيقه سيريل من مسلمين متطرفين كانوا يعقدون اجتماعات في حيه. وقال والده إنّ ديفيد اعتنق الإسلام حين كان في الثالثة عشر فقط غير أنّه كان معتدلا. وأفاد باتريس دروغون أمس لوكالة الصحافة الفرنسية: «مساره أمر لا يمكن فهمه. كان ذكيا جدًا في طفولته، محبوبًا جدًا، كان حنونًا للغاية، يحبه الجميع، بشوش الوجه، يبدي باستمرار رغبة في المضي قدما». ومع مخالطة المتطرفين تحول ديفيد إلى «داود» وتعلم القرآن. ويظهر في صور على صفحته على موقع «رفاق الماضي» (كوبان دافان) واجما يرتدي ملابس بيضاء. وفي قائمة البلدان التي يحلم بزيارتها أدرج «أفغانستان والجزائر وإثيوبيا والعراق وإسرائيل والمغرب وباكستان والصومال والسودان وسوريا». وقالت رفيقة سابقة له في الصف لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبة عدم كشف اسمها: «كان فتى لطيفا، لا يثير متاعب. كان مولعا بكرة القدم». وأوضحت ربة عائلة كانت ابنتها معه في الصف: «كان فتى لطيفا. والده كان سائق حافلة والصبي كان جيدًا في الصف. لا نفهم ما الذي خطر له». وبعدما عمل وادخر بعض المال غادر ديفيد دروغون إلى مصر إذ انتسب إلى مدارس قرآنية وتعمق في دراسة القرآن والعربية. ثم عاد إلى عائلته وفي مطلع 2010 أعلن لها أنّه عائد إلى مصر. لكنه في الواقع سلك طريق التطرف على غرار الكثير من المتطوعين الأجانب الآخرين وتوجه إلى المناطق القبلية الباكستانية. هناك التقى معز غرسلاوي المتطرف البلجيكي التونسي الأصل الذي كان يعمل على تجنيد مقاتلين لتنظيم القاعدة في أوروبا قبل الانتقال إلى المنطقة القبلية بين باكستان وأفغانستان، فتدرب ديفيد معه على استخدام المتفجرات وصنع القنابل. وأكد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف اسمه أن الشاب الفرنسي «أصبح خبير متفجرات من مستوى جيد». وفي المقابل أكد مسؤول فرنسي كبير أنّه «ليس عسكريا سابقا ولا عنصرًا سابقا في أجهزة الاستخبارات سواء الداخلية أو الخارجية»، مضيفًا أنّه «معروف جيدًا لدى أجهزتنا والأجهزة الأميركية، أنّه شخص مهم نسبيًا في تنظيمه ولديه بعض الإلمام التقني. لكن صنع القنابل لا يمكن تعلمه في الجيش الفرنسي». وحين تحولت سوريا بدورها إلى «أرض جهاد» غادر ديفيد دروغون المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان لينتقل إلى صفوف المتطرفين في هذا البلد، على غرار الكثير من القياديين المتوسطي المراتب في تنظيم القاعدة الذين سئموا العيش باستمرار تحت تهديد الطائرات الأميركية من دون طيار وصواريخها. وقال والده إنّ دروغون كان يتمنى «الشهادة»، مضيفًا: «هذا ما يؤلمني إلى أقصى حد، ما تحول إليه، ما جعلوه يتحول إليه، تلقين العقيدة المتطرفة.. يجدر بنا الانتباه لأولادنا، للبالغين، للشبان المتفرغين بعض الشيء حاليًا، إنّهم فريسة سهلة يمكن التلاعب بهم. يجب أن نكون متيقظين للغاية بهذا الشأن». وختم باتريس دروغون: «إنّني أفكر بابني كل يوم، صورته أمامي. أفكر به كل يوم، إنّه ابني، من لحمي ودمي. ليرقد بسلام إن كان قتل».

مشاركة :