قضية العميل المزدوج في بريطانيا تتحول إلى مواجهة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة

  • 3/17/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - (أ ف ب): تفاقمت تداعيات تسميم عميل روسي مزدوج في انجلترا أمس الجمعة منذرة بمواجهة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة، إذ حذرت روسيا من أنها تعتزم طرد دبلوماسيين بريطانيين ردا على العقوبات التي فرضتها لندن في وقت فتحت فيه العاصمتان تحقيقات في قتل أو محاولة قتل. شهدت القضية تصعيدا قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الروسية التي يتوقع ان يفوز فيها فلاديمير بوتين بولاية رابعة تبقيه في السلطة حتى 2024. ورد موسكو على لندن «مرتقب من لحظة الى اخرى», كما قال للصحفيين المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، مضيفا انه «سيتم التفكير مليا» بتدابير الرد و«ستكون منسجمة تماما مع مصالح بلادنا». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الموجود في استانا عاصمة كازاخستان للمشاركة في اجتماع حول سوريا، أكد في وقت سابق ان موسكو ستطرد دبلوماسيين بريطانيين عملا «بمبدأ المعاملة بالمثل». وكانت تيريزا ماي أعلنت يوم الأربعاء طرد 23 دبلوماسيا روسيا وتجميد الاتصالات الثنائية مع روسيا في قرار وصفته موسكو بأنه «غير مسؤول». تعرض العميل السابق الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس الجاري الى التسميم في سالزبري جنوب بريطانيا بغاز الأعصاب. ولا تزال حالتهما خطرة. واعتبر الكرملين أمس الجمعة أن اتهام وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الرئيس بوتين شخصيا بالوقوف وراء تسميم عميل روسي مزدوج سابقة في انجلترا «لا تغتفر». وقال بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية ان ذكر بوتين في قضية سكريبال «لا يمكن الا ان يمثل صدمة وأمرا لا يغتفر في العرف الدبلوماسي». وفي حديثه عن بوتين أمس الجمعة، قال جونسون «نرجح بشكل كبير أن التوجيه باستخدام غاز الأعصاب في الشوارع البريطانية والأوروبية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية كان قراره». لكن بيسكوف أعاد التأكيد أن «لا علاقة لروسيا بهذه القضية على الإطلاق.. على بريطانيا ان تقدم عاجلا أو آجلا أدلة دامغة لم نر أي أدلة حتى الآن». وأعلنت كل من موسكو ولندن فتح تحقيقات في قضايا على صلة بجواسيس او منفيين. وقالت لجنة التحقيق الروسية الهيئة المستقلة المكلفة بالقضايا الكبرى وتخضع مباشرة للكرملين «فتح تحقيق في محاولة قتل المواطنة الروسية يوليا سكريبال في سالزبري في المملكة المتحدة، في 16 مارس». من جهتها أعلنت الشرطة البريطانية فتح تحقيق في قضية قتل بعد وفاة الروسي نيكولاي غلوشكوف الذي عثر عليه ميتا الاثنين في شقته في لندن. وقالت شرطة لندن «اسكتلنديارد» في بيان: «فتح تحقيق في قضية قتل إثر نتائج عملية التشريح» وتكليف شرطة مكافحة الإرهاب بالقضية. وكانت الشرطة البريطانية قد ذكرت أنها لا تملك «أي دليل على علاقة (موت غلوشكوف) بحادث سالزبري». وكانت السلطات الروسية قد أعلنت يوم الجمعة انها فتحت تحقيقا في «قتل» نيكولاي غلوشكوف الروسي الذي كان يقيم في بريطانيا والحليف السابق لرجل الأعمال الروسي الراحل بوريس بيريزوفسكي، وعثر عليه ميتا في ظروف لم تتضح في لندن. وأعلنت لجنة التحقيق في بيان منفصل بدء إجراءات في روسيا «تتعلق بمقتل مواطن الاتحاد الروسي نيكولاي غلوشكوف». وذكرت وسائل إعلام روسية ان جثة غلوشكوف تحمل آثار خنق.

مشاركة :