طريق العيون- العقير «مصيدة» تخطف الضحايا يوميا

  • 11/3/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

على السرير الابيض في مستشفى الملك فهد بالهفوف وبعد ان فاقت زوجة الفقيد (شاكر الدويني) اخذت تنادي وبصوت خفيف على زوجها وهي لا تعلم انه توفي، وفي الدور الثاني من المستشفى لم تجد طفلة المتوفى قوت أي رد او اجابة ممن تسألهم عن والدها وهي لا تعلم انه انتقل الى مثواه الاخير ولن تراه مرة اخرى، في حين ان الطفلة الاخرى لا تزال متأثرة من واقع الحادث المؤلم والخطير الذي وقع مساء يوم الجمعة على طريق العقير بين سيارتين الاولى كان يقودها الشاب المتوفى شاكر وبداخلها 21 فردا من اطفال ونساء والسيارة الثانية كانت تحمل بداخلها ركابا منهم مقيمون ووقتها تم الاعلان عن وفاتين في نفس الموقع وفي وقت متأخر من نفس اليوم انتقل الى رحمة الله رب الاسرة (شاكر الدويني) الذي كانت معه اسرة كبيرة في هذا الحادث المؤلم الذي وقع فوق الكوبري الرابط بين طريق العقير العيون وبين الطريق الساحلي والذي كان يفتقد عوامل السلامة، فيما لا تزال بقية المصابات من الحادث وهن اخوات زوجة المتوفى (شاكر) يتلقين العلاج وحالاتهن مستقرة ولا يعلمن ماذا حدث لهن. حالة الحزن وفي الوقت الذي تعيش فيه عائلة فقيد مدينة العيون شاكر الدويني (يرحمه الله) حالة من الحزن اثر الحادث المؤلم على طريق العقير ووفاة ابنهم واصابة من معه، اكدت عائلة الفقيد لـ «اليوم» انهم للمرة الثانية يفقدون احد ابنائهم فقبل 14 سنة توفي اخوهم وقبل ايام توفي اخوهم الآخر، وهذا ما ذكره اخوهم محمد الدويني الذي قال ان هذا الطريق خطف منا اثنين من اخواننا بسبب سوء عوامل الامن والسلامة عليه، وتساءل: أين وزارة النقل؟ فأخي شاكر يرحمه الله رحل وترك من خلفه زوجته شفاها الله و7 من الابناء اربع بنات وثلاثة اولاد يدرسون في المراحل الابتدائية والمتوسطة عدا الطفل محمد البالغ من العمر 4 شهور. رعب للأهالي وقال هاني الدويني اخي شاكر (يرحمه الله) اعتاد ان يذهب بالعائلة الى التنزه ويسعد بذلك لانه يرسم الفرحة على الجميع، وهذا هو حال طريق العيون العقير وكوبري مصيدة الموت الذي يرعب الأهالي، فأين وزارة النقل من هذا الطريق الموحش والقاتل ذي المسار والواحد والذي يفتقد الانارة وكثرة الحفريات والتشققات بالطريق ووجود الجمال السائبة التي تنتشر ليل نهار دون وجود رقيب او حسيب واين وزارة النقل من كوبري الموت الذي احتار الكثير من تصميمه الغريب جدا والذي يحتاج الى من يعيد تخطيطه قبل فوات الاوان. طريق مظلم وقال خالد الدويني عم المتوفى: لا نعلم الى متى سيستمر هذا الطريق في حصد أرواح الضحايا فالعائلة ذهبت لتفرح وتتنزه بالشاطئ كحال بقية الاسر الا ان الحادث المؤلم حال دون ذلك، والسبب تجاهل وزارة النقل هذا الطريق المظلم الموحش ولا يزال طريق العيون العقير او ما يسمى بطريق (الهلاك والموت) يخطف ارواح الابرياء الذين ليس لهم ذنب في ذلك الا انهم قصدوا هذا الطريق الممتد من مدينة العيون بطول 75 كم اما للتوجه الى اداء العمل لقصد مصدر الرزق والعيش او التوجه لشاطئ العقير للتنزه والاستمتاع بمياه البحر، ولعل الحادث المأساوي الذي وقع قبل ايام بسيطة وراح ضحيته اناس ابرياء وتعرض الكثير منهم للاصابات ما بين الخطرة والمتوسطة والبسيطة لهو اكبر دليل على ذلك. المواطن محمد بن سعد الحمادي من اهالي مدينة العيون احد المهتمين بطريق العيون العقير أشار الى ان هذا الطريق والذي يحمل اسم طريق الموت لكثرة الحوادث المميتة التي تقع عليه يتطلب اهمية تدخل وزارة النقل موضحا بقوله: لقد كتبنا عن هذا الشبح المخيف وخطورة الطريق ووضعه السيئ الى ادارة الطرق والنقل بالشرقية، ولكن مع الاسف لم تتجاوب معنا وهو ما اجبرنا على التوجه الى وزارة النقل عن طريق الرد على المعاملة التي تحمل رقم 6636 بتاريخ 9/5/1435هـ وجاء رد وزارة النقل عن طريق مدير العلاقات العامة عبدالعزيز الصيت «مدرج ونأمل اعتماده» وقد فوجئنا بتجاهل ادارة الطرق والنقل بالشرقية لمطالبنا واعتماد مشروع يعيد الى هذا الطريق الحياة من جديد. معاناة مستمرة وقال المواطن حمزة الغريب انا احد المواطنين الذين يترددون على هذا الطريق الموحش يوميا ويعلم الله كم هي المعاناة الكبيرة التي اعيشها ويعيشها غيري ممن يقصد هذا الطريق الذي يشهد وقوع ضحايا وكان آخرها ضحايا الحادث المؤلم الذي وقع يوم الجمعة الماضي وما سبقه من حوادث اليمة، فمن يقصد الطريق ليس كمن يسمع عنه فقط.. فانا شخصيا كل يوم اقطع ما يقارب 75 كم على هذا الطريق متوجها لعملي ومصدر رزقي وكل يوم اعيش في خوف واسأل الله السلامة فكم من حالات مروعة ومخيفة وحوادث شنيعة شاهدتها بعيني بسبب ما يقع من حوادث على الطريق والذي بسببه ازهقت ارواح ابرياء حتى انا لم اسلم من هذا الطريق وسبق ان تعرضت الى حادث كل ذلك بسبب الطريق المظلم ومن مسار واحد ويعتبر مصيدة خطيرة، وتم انشاء كوبري خطر يربط الطريق الساحلي بطريق العقير والذي شهد في تصميمه اكبر خطر بسبب افتقاده عوامل الامن والسلامة خاصة انه مجهول كثيرا ومن يقصده لا يعرف ما يفسره هذا الكوبري المبهم بدليل كثرة الحوادث عليه فلا لوحات ارشادية ولا تنبيهات واضحة ولا انارة. وفي رده على استفسار «اليوم» حول عدد الحوادث التي يتم استقبالها في قسم الطوارئ بمستشفى العيون العام شهريا أوضح مدير المستشفى فهد بن وسمي الكليب ان قسم الطوارئ بالمستشفى يستقبل في الشهر الواحد حوادث تتراوح من 45 اى 50 حادثا تتزايد ايام العطل والاجازات لمختلف المواقع ومنها طريق العيون العقير ما بين حالات خطرة ومتوسطة وبسيطة يتم تحويل الحالات الصعبة الى المستشفيات المتخصصة.

مشاركة :