اجتمع في دبي أمس أكثر من 600 خبير وباحث في شؤون المرأة العربية، بالإضافة إلى نخــبة من القيادات البارزة في مجال تمكينها علــى الصعيدين الإقليمي والعالمي، للمشاركة فــي الدورة الرابعة لمنتدى القيادات النسائية العربية. وقدرت مصادر إجمالي استثمارات سيــدات الأعمال في المنطقة بأكثر من 700 بليون دولار، في حين سجلت الخليجيات منهن حضوراً قوياً خلال السنوات الأخيرة، ليزيد عددهن إلى 3.5 مليون مقارنة بـ 1.5 مليون العقد الماضي. وافتتح نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المنتدى الذي يُعدُّ أحد أهم التجمعات العربية المعنية بالبحث في سبل الارتقاء بدور المرأة، خصوصاً في المواقع القيادية واستكشاف مسارات جديدة يمكن أن تساهم من خلالها في تعزيز جهود التنمية في المنطقة بدور مبدع ومبتكر للتغلب على التحديات، التي قد تعترض طريقها وصولاً إلى النموذج الأمثل لمشاركة المرأة في تطوير واقع ومستقبل المجتمع. وأكد الشيخ محمد خلال المنتدى الذي حمل عنوان «التنافسية»، أن «الإمارات تقف بقوة وراء تمكين المرأة تقديراً لقيمة مشاركتها كعنصر مهم من عناصر دعم وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة، التي تمضي فيها دولتنا بخطى واثقة، بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي لا يدخر جهداً في سبيل تسخير كافة الإمكانات الضرورية لفتح المجال رحباً أمام جميع أبناء الوطن للمشاركة بإيجابية وفاعلية في تعزيز المسيرة المباركة، التي بدأها الرئيس الراحل للدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأسس مع انطلاقتها لنهج التمكين الذي أثمر نماذج مشرفة لمساهمات المرأة في مختلف دروب العمل وميادينه». أما الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزيّاني، فأعرب عن تقديره لـ «الاختيار الموفّق» لموضوع المنتدى هذا العام، «نظراً إلى أهمية التنافسية في عصرنا هذا ودورها في تحقيق الرفاه والازدهار للشعوب، مؤكداً أهمية العناية بالعنصر البشري كونه أساس التنمية وركيزتها. وأكدت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، أن نتائج تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» لـ 2014- 2015، أبرزت القدرات التنافسية للإمارات بتقدمها سبع مراتب في التنافسية الكلية لاقتصادها خلال سنة واحدة لتحرز المركز الثاني عشر عالمياً، متقدمة بذلك على العديد من الدول الرائدة في العالم. وتضمن افتتاح منتدى القيادات النسائية العربية كلمة لحرم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، ألقتها نيابة عنها سعادة منى غانم المرّي، رئيسة مجلس إدارة المؤسسة، رحبت فيها بالحضور وقالت إن دورة هذا العام تأتي استكمالاً للمسيرة التي بدأها المنتدى قبل أربع سنوات لاستشراف دور أكثر فاعلية وأعمق تأثيراً للمرأة في عالمنا العربي. وأكدت أهمية موضوع التنافسية الذي اختير موضوعاً رئيساً للمنتدى هذا العام «لارتباطه بالواقع الإماراتي ولقيمته على المستوى الدولي». وقالت «إن التنافسية لدينا نهج حياة قبل أن تكون هدفاً أو غاية... أرساها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كمعيار رئيس للتفوق في العمل». وقالت الشيخة منال، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، إن «الواقع الذي تعيشه أمتنا العربية في هذه الآونة قد أفرز أوضاعاً استثنائية وتحديات جسام تدعو لمضاعفة الجهد والعمل للحد من تداعياتها؛ بما يستدعيه ذلك من توسيع مساحة مشاركة المرأة ضمن معادلات إبداعية جديدة تكفل الخروج بدول المنطقة إلى آفاق تنموية أرحب».