استبق تنظيم «الدولة الاسلامية» هجوم الجيش العراقي وحلفائه من العشائر ومتطوعي «الحشد الشعبي» على قضاء هيت، بهجوم مباغت على قضاء حديثة الإستراتسجي، فيما حصل مجلس الأنبار على ضمانة أميركية لحماية القضاء. وقال ضابط رفيع المستوى في «قيادة عمليات الأنبار» أن «داعش» شن هجوماً في ساعة متأخرة ليل الخميس على قضاء حديثة، غرب الأنبار، صدته قوة في ثكنة جنوب القضاء. وأشار الى أن الهجوم «كان كبيراً شنه العشرات من عناصر التنظيم مع عربات عسكرية»، واعتبر هذه العملية «محاولة لتشتيت الجهد العسكري الذي يجري على حدود هيت استعداداً لاقتحام القضاء». وأوضح الضابط نفسه انه كان «مقرراً أن تبدأ العملية العسكرية على هيت الأربعاء الماضي وتم تأجيلها لأسباب فنية»، وأشار الى أن «القوات الأمنية والعشائر ومتطوعين من عناصر الحشد الشعبي اكملوا استعداداتهم، ونفذوا فجر امس عملية اعتراضية على ناحية كبيسة التابعة لهيت لمعرفة حجم دفاعات داعش، كما أغار طيران الجيش على معاقل التنظيم في هيت». وكان شهود من داخل هيت قالوا إن عناصر «داعش» أعلنوا عبر جوامع المدينة عن دخول التنظيم الى قضاء حديثة وتم السيطرة عليه. وقال احمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار لـ «الحياة» أمس إن «الانباء التي يتم تداولها عن دخول داعش الى حديثة عارية عن الصحة». وأضاف إن «عشائر الجغايفة وقوات من الفرقة السابعة ما زالت صامدة امام هجمات داعش، وتم ارسال اسلحة وأغذية اليها بواسطة الطائرات من معسكر عين الاسد، في ناحية البغدادي». ويعتبر قضاء حديثة أكثر اهمية من قضاء هيت، نظراً إلى وجود عدد من المشاريع الإستراتيجية في مجال الطاقة والمياه، أبرزها سد حديثة اعلى نهر الفرات، اضافة الى مصفاة نفط ومشاريع انتاج طاقة. وأفاد مسؤول بارز في مجلس محافظة الأنبار، طلب عدم نشر اسمه بأن «الولايات المتحدة وعدت مجلس المحافظة بحماية حديثة ومنع داعش من السيطرة على البلدة». وأضاف المسؤول الموجود في قاعدة عين الاسد أن «هجمات عدة شنها التنظيم على حديثة من الجانب الشمالي حيث يقع السد تكبد خلالها عشرات القتلى». وأفادت انباء لم يتم تأكيدها او نفيها أن المئات من مقاتلي «سرايا السلام» التابعة الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وصلت الى قضاء حديثة وأطراف هيت للمشاركة في العمليات العسكرية ضد «داعش» ضمن اتفاق جرى بين الصدر وعدد من شيوخ عشائر الانبار. وفي صلاح الدين، أعلن مدير شرطة ناحية الضلوعية العقيد قنديل الجبوري امس عن هجوم نفذه «داعش» على منطقة الجبور جنوب الناحية، وأكد انه تم صده وقتل ١٢ مسلحاً من التنظيم. الى ذلك، دعا محافظ كركوك نجم الدين كريم خلال لقائه وزير الدفاع خالد العبيدي الى دعم قوات «البيشمركة» وتعزيز خطوطها الدفاعية.
مشاركة :