وطن شامخ لا يخطفه الصغار

  • 11/10/2014
  • 00:00
  • 45
  • 0
  • 0
news-picture

لن ينجح الارهاب على الاطلاق في تحقيق مراده في بلادنا، وحتماً فان كل حركة وفعل واجراء يقوم به سيجد امامه جداً صلباً وغاية في المناعة والصلادة التي سوف يصطدم بها، فنحن نعيش حكومة قوية وحازمة، ونعيش شعباً واعياً، ناضجاً، وفاهماً.. ومن يقول عكس ذلك فهو واهم تماماً، ولا يعي ما يدور حوله. ** ولعلنا نتذكر بدايات موجة الارهاب، ثم تفاقمها بين عامي 2003 - 2006 ومقتل عشرات الاشخاص الابرياء، عبر تفجير مجمعات يسكنها اجانب، ومرفق مرور الرياض، وهجوم ينبع، وما الى هنالك من ممارسات قذرة تبنتها القاعدة بفكرها المريض، وادواتها الاشد مرضاً من ابنائنا الذين غررت بهم فكانوا عدواً لنا، وحطباً للقاعدة. ** واستطاعت الاجهزة الامنية ان تقف بكل بسالة امام تلك الموجة الارهابية، وان تقلم اظافرها الى حد بعيد، ولم تكن القوة وحدها سلاحنا ضد الارهاب، بل كان معها الكلمة والحوار والبرامج الموجهة، وكان التفاف الشعب كمجتمع واحد حول حكومته في قناعة تامة بأن الارهاب عدو للجميع، وخصم للمجتمع كله، وخطر على الحياة نفسها من حيث كونها حياة.. ** وبدأت المدارس والجامعات والمساجد، وحتى المنتديات والمجالس الخاصة تتفاعل وتساهم بشكل مؤثر في نقاش اسباب الارهاب وخطوات علاجه والتحذير من خطره الداهم، وتوج ذلك بمشروع الحوار الوطني، وبالايمان بمعالجة الفكر بالفكر والاقناع والحوار، وادى ذلك الى بلورة فكر سعودي وسطي ينتهج التسامح وينبذ العنف والارهاب والتطرف. ** والواقع ان المجتمع السعودي الطيب المتسامح طيلة تاريخه، قد افاق على فاجعة ان يصبح عدد من ابنائه متشددين، متطرفين، ثم ارهابيين، وكانت صدمة كبيرة بالفعل، اقتضت بالضرورة العمل سريعاً عن افضل السبل الى تحقيق خطاب وطني معتدل يعبر عن طبيعة المجتمع السعودي التي يعرفها كل العالم عنا، ونعرفها نحن عن بعضنا، ومن قيم الاسلام المبنية على الوسطية والاعتدال والتسامح، ونبذ العنصرية بكل اشكالها والتطرف بكل ألوانه، والتأكيد على ان الاسلام ينهى عن التفريط في الدين كما ينهي في ذات الوقت عن الغلو فيه. ** والواقع انه لولا لطف الله بنا وببلادنا، ثم حزم الحكومة، ووقوف الشعب كاملا بجانبها لكنا قد رأينا الكثير من قذارات الارهاب البغيض، ونستطيع القول وبكل ثقة ان حادثة الاحساء والاخيرة لم تكن اختراقاً للجدار السعودي الرسمي والشعبي، فبلادنا بحجم قارة، وحادثة فردية كتلك لا يمكن تصنيفها امنياً بانها اختراق، بل هي وفق المنظور العالمي اقل بكثير من معدل الاختراقات وخصوصاً ونحن كدولة نعيش في منطقة (مكاناً وزمانا) تشهد اعظم حالات الالتهاب والحريق والفوضى. ** ما يمكن تلخيصه ختاماً ان مجتمعنا وبلادنا لا يمكن ان يختطفه من بين ايدينا، هذا محال بحول الله ثم بعزيمتنا واصرارنا الشديدين حكومة وشعبا، ومع كل ذلك نحن بحاجة الى مزيد من ثقافة نبذ الكراهية، ومزيد من الانفتاح على التسامح الانساني، والى المزيد من التعريض بخطر تيار الغلو المتلون، والى تطوير خطابنا التعليمي من احادي وتلقيني الى خطاب يحرض على تحصين عقلية الطالب ضد وباء التطرف. ** ويبقى ان نقول لاهلنا في الاحساء، لقد اظهرتم طيب معدنكم، وجماليات روحكم الحلوة، حتى وانتم تشيعون شهداءكم، شهداء الغدر، التي ارادت ان توقع الفتنة بين السنة والشيعة من ابناء هذا الوطن الواحد الموحد، والواقع ان هذا ليس غريباً عليكم، فانتم لا يشبهكم احد، فقد اثبت التاريخ انكم أنموذج للتعايش والتآخي بين الشيعة والسنة، بثقافة اجتماعية متاسامحة، ارتقت عن الطائفية الى الوحدة الوطنية، وحقيقة. فانتم نحن، ونحن أنتم.

مشاركة :