تحتفي الأوساط الفنية والثقافية، بأول من فاز بجائزة نوبل في الآداب عام 1901، عن مجمل أعماله، وقد رصد قيمة الجائزة التي حصل عليها لإنشاء جائزة للشعر، حيث قالت عنه أكاديمية نوبل"إِن أعماله تنم عن تكوينه الشعري الخاص الذي يعطي دليلا على المثالية النبيلة، والكمال الفني الذي يعد مزيجا نادرا من صفات القلب والعقل"، إنه الشاعر الفرنسي "رينه سولي برودوم"، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم. ونشر "رينه" سلسلة من الدواوين الشعرية منها "مقطوعات وقصائد"، و"التجارب"، و"اعتكافات"، و"فرنسا"، و"الحنان الباطل"، وسرعان ما أصبح الشاعر الرسمى لجماعة البرناسيين، وقد شجعه فيكتور هوجو على ذلك النهج، ونشر في أواخر أيامه عدة أعمال في الفلسفة والنقد منها "التعبير عن الفنون الجميلة"، و"وصية شعرية"، وصدر ديوانه الأول بعنوان "مقاطع وأشعار"، وللحب مكانته الخاصة في هذا الديوان فيصف الفتيات والنساء من أشكالهن الخارجية فيقول في قصيدة العيون: "زرقاء أم سوداء، فكلها محبوبة، وكلها جميلة.. عيون بلا عدد ترى الفجر.. وتنام في أعماق القبر.. وتشرق الشمس أيضا" أما في قصيدة "ميدان سان جين دولاترن" تجد الطبيعة الساحرة فيقول: "هذا الجو الساحر الخانق.. الدافئ يعني أن الصيف انتهى.. كربيع جديد يحلم.. وهو ينتظر حلول شهر إبريل". وفي ديوانه "الوحدة أو حالات الوحدة" الذي يسودها الحزن كما وصف الطبيعة سيدة جميلة في شعره فهي ليست وحدة بعينها بل مجموعة متراكبة من اليتم والخيبة العاطفية والشك. وفي ديوانه "المصائر" يبدو الشاعر حزينا حالما بالعاطفة التي يفتقدها، شاعرا بالوحدة حتى ضمن الصحبة، كما تخيل في قصيدة موعد قائلا: "في هذا الركن السيئ حيث نحن آه يا نفسي الغالية نحن الاثنان وحيدان ومن الأفضل أن ننسى البشر". أما في ديوان"السعادة" قبل الأخير وجد الشاعر بغيته في الفلسفة ففيها ردود عن الأسئلة القلقة كمنشد مثالي، يوفر له السعادة لكنها سعادة ممزوجة بالموت قائلا: "أخذت الحياة نهايتها وبكيت في الظل أستجدي الحقيقة الهاربة واشق الجمال في السلام تتساوى كل الظلال وتنمو الأزهار في السماء خلف المقبرة». وله قصيدة بعنوان المزهرية المشروخة يقول فيها: نقرة خفيفة من مروحة يد كانت كافية لكسر شظية صغيرة من هذه المزهرية التي تذوي فيها الازهار الآن لم تحدث النقرة صوتا ولكن شرخًا ضئيلًا كشعرة لا يكاد يرى بدأ ينمو ببطء في جدار المزهرية وتسرب الماء ببطء وجف النسغ الحيوي في سويقات الورود"