حمص (سوريا) - تصدح أصوات الباعة في أسواق حمص وينتشر الباعة المتجولون في كل ركن وزاوية، حيث نصبوا بضاعتهم وافترشوا الطرقات بمختلف أصناف الحاجيات التي تغري المتسوقين الذين قدموا من كل أنحاء المحافظة، في مشهد يعيد لذاكرة السوريين أيامهم الجميلة وعيشهم. في سوق كرم الشامي وقف أحمد ابن العشر سنوات أمام بسطة لبيع ثياب الأطفال يساند والده بكل حماسة وفرح ينادي “3 بألف” وهو ينتظر بكل شغف قدوم العيد والمدرسة، بينما اجتمعت بعض النسوة لاختيار ما يناسبهن من ثياب لأطفالهن. ووجدت أم أمجد التي قدمت من حي دير بعلبة الأسعار مناسبة مقارنة بسنوات قليلة مضت، ولا سيما أن لديها خمسة أطفال، فيما أعربت الفتاتان سوسن ونادين درويش اللتان قدمتا من منطقة شين عن ارتياحهما وفرحتهما بعودة الأمن والأمان لأسواق حمص ورغبتهما بشراء ما تجدانه مناسبا لهما بعد أن مضت سنوات لم تزر الفتاتان أسواق المدينة. ومع تزامن عيد الأضحى المبارك وقدوم المدرسة في شهر المونة المعروفة لدى جميع السوريين تبرز تحديات جمة أمام أصحاب الدخل المحدود، حيث اكتفت نسرين اليوسف، أم لأربعة أطفال، بشراء ما هو ضروري وخصت كلا من أولادها بقطعة جديدة واعتمدت صنفا واحدا من أقراص العيد المشهورة بها حمص. وتشاطرها الرأي وفاء النمر أم لخمسة أطفال والتي ترى أن الأولوية لإدخال الفرح لأسرتها بتوفير ولو صنف من الحلويات المنزلية مع مستلزمات المدرسة من الكتب المستعملة والألبسة المدورة التي تصنع فرحا لدى الأطفال، إضافة إلى إيلاء الاهتمام بمونة الشتاء ولو بكميات أقل مما هو معتاد في سنوات خلت عندما كانت الأسرة الواحدة تصنع نحو 100 كيلوغرام من الباذنجان للمكدوس بينما اكتفت العديد من الأسر اليوم بما يناسب مدخولها. وتزداد زحمة الشراء في سوق الدبلان مع قدوم المساء وإقبال كبير على مختلف أنواع الألبسة وأصناف الأطعمة الخاصة بالعيد الذي يجمع السوريين في وحدة حال، حيث يرى التاجر محمد عبارة أن ما يميز العيد للموسم الحالي الإقبال الكبير على الشراء والازدحام مساء مع عودة الأمان والاستقرار للمحافظة ككل. ولكن قدوم العيد في موسم المدرسة وتحضيرات المونة يشكل عبئا اقتصاديا لدى معظم الأسر. ويرى التاجر أحمد منصور أن إقبال الناس على شراء مستلزمات المدارس يطغى على إقبالهم على شراء ثياب العيد حيث تكتفي معظم الأسر بشراء ما هو ضروري لأطفالهم من لزوم المدرسة والعيد.
مشاركة :