تحت رعاية مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب احتفت الجامعة بوصول سفينة الأبحاث "العزيزي" بحضور وكلاء الجامعة ومنسوبي كلية علوم البحار وعدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب بالجامعة، بمقر كلية علوم البحار بأبحر الجنوبية. وقام مدير الجامعة برفع شعار التوحيد وشعار الجامعة على متن السفينة احتفاءً بوصولها وبدء عملها في الجامعة، مشيراً إلى أن تدشين السفينة يوم مشهود، وإنجاز فريد من نوعه، مؤكداً أن السفينة ستسهم بفعالية في نشاطات كلية علوم البحار في مجال العلوم البحرية وأبحاث المحيطات والشواطئ، معتبراً أن هذا الإنجاز يأتي ثمرة لجهود كبيرة بذلتها الجامعة والكلية ومنسوبيها والشركة المنفذة على حد سواء، حتى تكللت الجهود بنجاح الفكرة تنفيذاً وتصنيعاً. وأكد مدير الجامعة أن دخول سفينة العزيزي في دائرة البحث العلمي للجامعة، يشكل إضافة وإثراء للعمل الأكاديمي والبحث العلمي في مجال الدراسات البحرية، مضيفاً أن السفينة مجهزة بكافة الأدوات والأجهزة والآلات والوسائل التدريبية، وهو ما يمكنها من القيام بأدوارها ومهامها الفعالة في تدريب طلاب الكلية في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا على النحو الذي يحقق التطلعات والأهداف التي تصبو إليها الجامعة، كما ستمكن الطلاب من الانخراط في سوق العمل بكل كفاءة واقتدار، فضلاً عن إسهامها في توفير البيئة العلمية المثالية للباحثين من أعضاء هيئة التدريس لإجراء أبحاثهم العلمية بكل ثقة وتميز. من جهته أكد عميد كلية علوم البحار الدكتور علي بن محمد العيدروس أن السفينة التي انتظرها الجميع سيكون لها دور مهم في استكمال مسيرة الكلية التي دأبت عليها طوال السنوات الماضية لمواكبة أرقى وأعرق المؤسسات التعليمية والبحثية الدولية المتخصصة في مجالات علوم البحار، وستفتح أبواباً لآفاق جديدة من الأبحاث العلمية والشراكات البحثية المحلية والإقليمية والدولية التي سوف تضاف إلى سجل الكلية، كما ستوفر التدريب العملي لطلاب الكلية الذي سيكون له دور كبير في إكسابهم المزيد من المعرفة بمجالات علوم البحار المختلفة والخبرة الميدانية التي تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل بعد تخرجهم، وذلك من خلال جدول زمني محدد ب (3سنوات) يبدأ من يناير 2015 م باسم مشروع العزيزي لاستكشاف البحر الأحمر، مشيراً إلى أن السفينة تُتِيح المجال لتدريب طلاب الكلية التدريب الملائم. وأضاف أن السفينة تم تصميمها وصناعتها بأعلى المواصفات المعمول بها حديثاً في هذا المجال، إذ تم تصنيع بدن السفينة من مادة الألياف الزجاجية عالية التقنية التي تحول دون تأثر السفينة بالعوامل الجوية والبحرية القاسية السائدة في المنطقة والتي تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة وبنسبة الرطوبة العالية وكذلك الملوحة العالية التي تفوق (40 جزءاً في الألف) في العديد من المناطق بالبحر الأحمر والخليج العربي كونها أجساماً مائية شبه مغلقة، كما روعي في تصميم السفينة أن تكون قادرة على الإبحار لمدة 25 يوماً دون توقف، وأن تتيح المجال للعمل البحثي المتواصل لمدة 45 يوماً دون الحاجة إلى التموين بقدرة استيعابية تصل إلى 25 فرداً شاملة ًطاقم السفينة والفريق البحثي المشارك من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والفنيين والطلاب، كما تم تجهيزها بأحدث الأجهزة العلمية في مجالات علوم البحار والتقنيات والمعدات المساندة لها، مما يمكِّن من العمل البحثي على ظهرها في أعماق تبدأ من المنطقة السطحية من البحر وتصل إلى عمق 3000 م الذي يعادل تقريباً أقصى عمق في البحر الأحمر والذي يفوق في عمقه الخليج العربي وبعض البحار الإقليمية المجاورة. وزودت السفينة كذلك بأحدث التقنيات الملاحية المتاحة التي تمنح السفينة قدرة فائقة على المناورة أثناء إبحارها في المناطق التي تنتشر بها الشعاب المرجانية بشكل كثيف كالبحر الأحمر.
مشاركة :