أقام نادي الأحساء الأدبي مساء أمس الاول ندوة بعنوان "نجح الوطن وسقط الإرهاب" وذلك من خلال الشراكة المجتمعية بين النادي الأدبي وجامعة الملك فيصل، برعاية مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الساعاتي وحضور رئيس النادي عميد كلية الآداب في الجامعة الدكتور ظافر الشهري وأدارها الأديب الدكتور سمير الضامر وشارك فيها مجموعة من المهتمين. في البداية أشار رئيس لجنة المحامين في غرفة الأحساء الدكتور يوسف الجبر في كلمته خلال الندوة إلى أن الشرفاء من أهالي الأحساء قد حافظوا على سجلها نظيفاً من هذا النوع من العنف الفكري، وأن هذا الحدث غريب على موروثنا ومكتسباتنا، مما أوجد صدمة نفسية لكل شريف في هذه البلاد، وأن الجميع متفق على فداحة الجريمة خاصة أن منفذيها جعلوها "عبادة"، واعتبروا تلك الجريمة تقرباً إلى الله– للأسف الشديد-، ولا يمكن أن تزول تفاصيل هذه الصورة بسهولة، وفي مكان العزاء أخذ الجميع يعيدون ويستذكرون الماضي والعلاقات ويقارنون بحال اليوم من سجالات سلبية ورصاص طائش. وذكر عبدالرحيم البوخمسين عضو المجلس البلدي سابقاً وعضو مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية أن 2014 سنة مريرة على الأحساء بكل المقاييس حيث وصل الشحن الطائفي إلى ذروته قادماً من الخارج، مؤكدا أن الفتنة ليس لها حدود وتحاول تلطيخ التاريخ الناصع والجميل الذي يمثل النسيج الاجتماعي الأحسائي في العقود الماضية، من خلال عملية تفكيك النسيج الاجتماعي في الأحساء الذي بناه آباؤنا، جعلها تشتهر بالتنوع المذهبي والقبلي. من جهته ذكر عميد كلية المجتمع في بقيق التابعة لجامعة الملك فيصل الدكتور مهنا الدلامي بأن التعددية المذهبية في الأحساء جعلها منطقة رائدة في التنوع الفكري، مشيرا بأن التعددية الفكرية للمنطقة يعد نوعا من الحراك الاجتماعي والوطني شريطة أن يكون في نطاق "المواطنة" وهو التوجه الذي يهدف إليه الجميع مؤكدين بأن أي ثقب في اللحمة الوطنية داخلياً وخارجياً مهما صغر ينتج عنه المشكلة". كما أبان أستاذ المناعة في كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور أحمد اللويمي ضرورة تعزيز المفاهيم الإيجابية للحضور الواعي، الذي صحب الحدث الأليم، وقال: "ان هذا الحدث حرك اللحمة الوطنية من خلال الحضور الواعي، وأسقط وبدد أهداف الإرهاب، ولا بد من الانتباه لهذا الجانب الإيجابي والعمل على تعزيزه، وأن السلم الاجتماعي جزء لا يتجزأ من الوحدة الاجتماعية".
مشاركة :