دراسة الكون من باطن الأرض

  • 11/14/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يكرس العلماء جهودهم لدراسة الكون ومعرفة أسراره من خلال مختبرات كيميائية وفلكية يحللون مواده وتفاعلاته ويراقبون كواكبه ومجراته، ولكن حينما يريدون دراسة تلك الأجزاء الصغيرة أو المتناهية في الصغر والدقة لا بد من أماكن معزولة تماماً بعيدا عن الضجيج والأشعة الكونية وأي إشعاعات أخرى قد تتداخل مع جزيئاتنا المعنية. لذلك تخلى العلماء عن معاملهم فوق الأرض وتلسكوباتهم الضخمة ونزلوا تحت الأرض لينعزلوا تماما عن كل ما قد يؤثر في تجاربهم وحساباتهم من جسيمات وأشعة! ولصعوبة اختراق الأرض اختاروا المناجم لتكون كبداية لمعاملهم وآخرون حفروا الأنفاق الطويلة مثل ما حدث في تجربة جزيئات (النيوترينو) الأسرع من الضوء! وهمّ تلك المعامل الأكبر هو معرفة كيف تشكل الكون؟ وكيف تتحول جزيئاته المتناهية في الصغر إلى جزيئات أخرى؟ ويصبون جُل اهتمامهم على تلك المادة الغامضة المعروفة بـ (المادة المظلمة) فهي لا تبعث ولا تمتص الضوء كباقي المواد وليس لها إشعاع كهرومغناطيسي وهذا ما يجعلها سوداء معتمة وتشكل مع الطاقة المظلمة 96 في المائة من مادة الكون أما الـ 4 في المائة الباقية فهي ما نستطيع أن نراه من الكون!! ومن أشهر هذه المختبرات، مختبر "سنولاب" في كندا ويقع على عمق ألفي كيلو متر وهو في الأصل منجم لإنتاج النيكل ومن أهم مشاريعه البحث عن جسيم "المادة المضادة"، التي يعتبرها العلماء وقودا للسفر عبر الفضاء في المستقبل ... فكيف ذلك؟ عندما تلتقي المادة مع ضدها تبيد كل منهما الأخرى وتتحولان إلى طاقة صافية وهذه الطاقة هي الوقود المطلوب! و مختبر "الصادم الهيدروني الكبير" يقع بالقرب من جينيف على عمق 175 متراً تحت سطح الأرض، يدرسون فيه تصادم الجسيمات بسرعة تقارب سرعة الضوء ويأمل العلماء من خلال دراسة هذه التصادمات أن يعرفوا أكثر عن الطريقة التي نشأ بها الكون والتأكد من جود أبعاد إضافية خفية للفضاء غير الأبعاد المعروفة للعامة (الطول والعرض والارتفاع والزمن) والسبعة الأخرى التي يعرفها العلماء! ويعد مختبر "جينبينغ" الذي بني تحت نفق طوله 17 كيلو مترا في مقاطعة سيتشوان الصينية، أعمق مختبر تحت الأرض في العالم، حيث يبلغ عمق الغطاء الصخري الرأسي له 2400 متر متجاوزا مثيله الكندي وهو المختبر الأنظف من نوعه في العالم، إذ يخلو من الأشعة الكونية والشوائب بفضل الغطاء الصخري العميق وتركيبه الخاص، حيث غُلف بطبقات من المواد الكيماوية والمعادن لامتصاص البروتونات وحجب أشعة جاما وبدأت الصين في تشغيل هذا المختبر عام 2010، ويهدف العلماء الصينيون من خلاله إلى اكتشاف المادة المظلمة وإجراء أبحاث علمية متقدمة أخرى.

مشاركة :