"ألماسة" النيازك تكشف سر الكميات الرهيبة من مياه باطن الأرض

  • 6/14/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

    قال علماء أمريكيون إنه يبدو أن باطن الأرض يحتفظ بكميات هائلة من المياه تختزنها طبقة صخرية من وشاح القشرة الأرضية على أعماق تتراوح بين 410 و660 كيلومترا في جوف الأرض.   ويستند هذا البحث إلى دراسة سابقة أجريت في مارس الماضي أظهرت أن ألماسة غير نقية ذات لون بني ليست ذات قيمة من الناحية التجارية عثر عليها في البرازيل تزخر بمعلومات ثمينة للغاية عن التكوين الجيولوجي لطبقة عميقة من طبقات كوكب الأرض.   وقال فريق دولي من العلماء إن هذه الألماسة تحتوي على معدن "رنجودايت" الذي يقول العلماء إن اكتشافه يشير إلى وجود كميات هائلة من المياه مختزنة في منطقة تحت سطح القشرة الأرضية بين المنطقتين العليا والسفلى للوشاح وهي طبقة يبلغ سمكها نحو 50 كيلومترا وتقع تحت قشرة الأرض التي نعيش عليها.   ومعدن الرنجودايت إحدى صور معدن الزبرجد ويُعتقد أنه يوجد بكميات كبيرة تحت ضغط عال في الطبقات السفلى للأرض. ووجد العلماء أن هذا المعدن يحتوي على كميات من الماء تصل إلى 1.5 في المائة من وزنه.   وقال العلماء إنهم عثروا على معدن الرنجودايت في عينات من "النيازك".   وأكد ستيف جاكوبسن أستاذ الجيوفيزيقا بجامعة نورثوسترن: "ربما تكون هذه الكميات من المياه إما تعادل وإما تفوق كمية المياه مجتمعة في المحيطات. هذا يغير أفكارنا عن تركيب الأرض"، وفقا لوكالة أنباء رويترز، السبت (14 يونيو).   وأضاف: "ما نتحدث عنه لم يعد ماء سائلا على هذه الأعماق الكبيرة. إن وزن مئات الكيلومترات من الصخور وارتفاع درجة الحرارة على ألف درجة مئوية يعملان على تحليل الماء إلى مكوناته الأساسية".   ومضى يقول إن الماء هبط إلى طبقة الوشاح بالقشرة الأرضية مرتبطا بالمعادن خلال تكوين الصفائح البنائية (التكتونية) للأرض وهي عملية بطيئة معقدة تضمنت تحرك ألواح صخرية ضخمة ما أسهم في تكوين سطح الأرض.   وعندما وصلت المعادن المرتبطة بهذه المياه إلى أعماق معينة تحللت في عملية تسمى الجفاف وانفصال الماء، ما أسهم في تكوين طبقة الصهير (المجما). وتشيع مثل عملية الجفاف هذه في طبقة الوشاح ما يمثل مصدر الصهير في كثير من البراكين.   وفي دراسة نشرتها دورية (ساينس) طرح الباحثون أدلة على أن مثل ذلك يحدث أيضا على أعماق في طبقة الوشاح وفي منطقة يطلق عليها "المنطقة الانتقالية" وتقع بين الطبقتين العليا والسفلى للوشاح.   وتضمنت الدراسة تجارب معملية لتعريض معدن رنجودايت التخليقي لظروف تضاهي الحرارة والضغط في المنطقة الانتقالية علاوة على مشاهدات لما يحدث في هذه الطبقة بناء على بيانات خاصة بالزلازل من شبكة تضم أكثر من ألفي مركز لقياس النشاط الزلزالي في الولايات المتحدة.   وفي نهاية الدراسة، أكد العلماء أنه لا يمكن أن تروي ظمأك من هذا الماء إذ أنه ليس في الحالة السائلة أو أي صورة أخرى سواء كانت متجمدة كالثلج أو غازية كالبخار.   واستطردت بالقول إن الماء هنا مرتبط بالتركيب الجزيئي لمعدنين يسميان رنجودايت ووادسلايت في الطبقة الصخرية للوشاح التي تتميز بقدرتها الفريدة على الاحتفاظ بالماء كالإسفنج.

مشاركة :