انطلقت صباح أمس الخميس في فندق الخليج بالمنامة أعمال المنتدى الخليجي الثاني للإعلام السياسي تحت عنوان "الإعلام وثقافة الاختلاف" باعتبارها أحد أهم القضايا التي تشغل حيزاً كبيراً من الاهتمام بعد أن أصبح الإعلام لاعبا محوريا مؤثرا في تشكيل وعي الشعوب وتوجهاتهم وأداة فعالة للتواصل والحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة. وأكد مستشار عاهل مملكة البحرين للشؤون الإعلامية رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية نبيل بن يعقوب الحمر من خلال كلمته الافتتاحية بأن الإعلام يكتسب من الأهمية ما يجعله ركنا أساسيا من أركان بناء الدول كونه لم يعد قاصرا على مهمته التقليدية في نقل الأحداث والوقائع وقال إنه أصبح محركا وصانعا لتلك الأحداث من خلال ما استحدث من أدوات ووسائل إعلامية غير تقليدية أتاحت آفاقا غير مسبوقة من التفاعل والتواصل بين الأفراد والمجتمعات بفضل التطور الهائل لوسائل الإعلام ودخول عصر التكنولوجيا الإعلام الجديد والفضاءات المفتوحة. وعن الحرية الإعلامية في مملكة البحرين أوضح الحمر أن أجواء الانفتاح والحرية التي تعيشها المملكة ودول الخليج أسهمت في تعزيز حرية الرأي والتعبير وإفساح المجال أمام قنوات متعددة للتعبير وإبداء الرأي. وقال انه وبالرغم مما أنتجه هذا الواقع الجديد من إيجابيات تجسدت في ترسيخ حرية الرأي والتعبير وزيادة الوعي إلا أن المتأمل في المشهد الإعلامي الراهن يرى انه يعاني من ضعف ثقافة الاختلاف والرأي الأخر جراء عدم التزام البعض بالضوابط المهنية والأخلاقية للعمل الإعلامي الأمر الذي حوله من ساحة للحوار والتواصل إلى ساحة للتناحر والتراشق التي تهدد وحدة وتماسك المجتمعات والشعوب. وأكد أن المنتدى هذا المنتدى يأتي منفذا لمقترحات ومخرجات نسخته الأولى بالعام الماضي من أجل ضمان إرساء قواعد تراكم الجهود والخبرات لتنمية مستدامة مبيناً أن الإعلام بما يمتلكه من أدوات وإمكانيات يمتلك القدرة على تهيئة أرضية مشتركة للتفاهم والحوار من خلال بلورة رؤية موضوعية لإدارة الاختلاف ضمن مشروع مجتمعي واسع يهدف إلى تقوية التوافق والبناء عليها وتجاوز الخلافات مطالبا بتعزيز دور الإعلام في نشر ثقافة الاختلاف وتقبل واحترام الرأي الأخر والارتقاء بالرسالة الإعلامية على أسس من المسؤولية والاحترام وعدم المساس بحقوق وحريات الآخرين وحظر أي دعوات بغيضة تمس سيادة وتماسك الدول والشعوب. واختتم الحمر كلمته معرباً عن أمله في أن يشكل المنتدى مساهمة حقيقية في نشر وتبني ثقافة الاختلاف ومبادئ الحوار وآفاق العقلانية كمبادئ أساسية للعمل السياسي والإعلامي على حد سواء لتنعكس ثقافة الحوار واحترام الآخر في تعزيز قدرة المجتمعات على النهوض. وأعرب المتحدث الرئيسي للمنتدى وزير الإعلام والمواصلات السابق بدولة الكويت سامي النصف عن سعادته بالمشاركة بالمنتدى واصفاً فكرته بالرائدة التي تستحق ان تقتدي بها الدول العربية الأخرى خاصة من أخذ منها بالمسار الديمقراطي والتي عانت تجاربها السياسية من كثير من العراقيل والمصاعب التي أثرت سلباً على عمليات التنمية فيها. وقال إن الديمقراطية لا يمكن أن تُثمر وتزدهر دون تنمية سياسية حقيقية للاعبيها الأساسيين الذين هم الناخبون وما دون ذلك فإن ما يجمع ديمقراطياتنا بالمنطقة مع الديمقراطيات المتقدمة في العالم هو تشابه أسماء لا أكثر. وأوضح أن عدم إجادة فن الاختلاف يحوله بالتبعية إلى خلافات خانقة وأزمات ساخنة وحروب طاحنة كالتي نشهدها هذه الأيام في المنطقة العربية وكما حدثت بالأمس في أوروبا ولم تتوقف أزماتهم وحروبهم حتى أجادوا فن ثقافة الاختلاف وكيفية إدارة الأزمات والتباينات التي هي إحدى خصائصنا كبشر. وبين إن الإعلام يعكس ثقافات الشعوب والمجتمعات ولا يصنعها مؤكداً صعوبة فصله عن المفاهيم والثقافات السائدة فيها مشيراً إلى وجود محاور وظواهر تسئ وتفسد ثقافة الاختلاف في مجتمعاتنا لينعكس الأمر بالتبعية على إعلامنا الناقل مما يجعل إشكاليتنا عند الاختلاف عدم التقيد بقواعد اللعبة السياسية الصحيحة. بعدها بدأت جلسات المنتدى الذي شهد إقبالاً كبيراً من الإعلاميين والصحفيين والأكاديميين وطلبة الإعلام والسياسة من داخل البحرين وخارجها والذين تجاوز عددهم 500 مشارك.
مشاركة :