أكد رئيس مجلس إدارة "دار العرب" بلندن الدكتور هيثم الزبيدي أن الاعلام الجديد يؤثر على تماسك المجتمعات الخليجية، من خلال مساهمته في ظهور حالة من التشوهات السلوكية والفكرية في الخطاب الإعلامي المتداول. وأشار الزبيدي في الجلسة الثانية من أعمال المنتدى الخليجي الثالث للإعلام السياسي الذي نظمه معهد البحرين للتنمية السياسية تحت عنوان " الإعلام والسلم الأهلي " اليوم بقاعة المؤتمرات بفندق الخليج ،برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، وبمشاركة نخبة من رجال الفكر والسياسة والإعلام الخليجيين والعرب، إلى أن الإعلام التقليدي كان يستوعب المشكلات، بينما ركز الإعلام الجديد على كشف المشكلات، وقال "في كل من الإعلام التقليدي والجديد لم يتم إستخدام الوسائل الإعلامية الصحيحة بسبب تحيز المحتوى لإحدى الدول أو لجهات سياسية". وأكد الزبيدي خلال الجلسة والمعنونة بـ"الإعلام الجديد بين الإقصاء والإستيعاب"، التي أدارها رئيس مركز الاعلام والدراسات العربية الدكتور ماجد التركي، أن كل من الإعلام التقليدي والجديد يفتقر إلى الوعي. وتطرقت عضو مجلس إدارة الجائزة العالمية للمحتوى الالكتروني منار الحشاش إلى مقارنة بين قدرة خطاب وسائل الإعلام الجديد ونظيره التقليدي من حيث مقدار استيعابهما لثقافة السلم الأهلي، ومدى إستيعاب وسائل الإعلام الجديد للتناقضات المجتمعية. وأشارت الحشاش إلى صعوبة ضبط الاعلام الجديد بالقوانين، مؤكده أن الاعلام الجديد لا يحتاج الى وضع تشريعات، مشيرة إلى أن هذه التشريعات تحولت إلى وسيله من وسائل الاعلام التقليدي. وتطرق مقدم برنامج "ايش اللي" بدر صالح إلى دور الدولة في استيعاب وسائل الإعلام الجديد، والحَدّ من مخاطرها المجتمعية على ثقافة السلم الأهلي، كما استعرض نماذج واقعية لمحتوى الإعلام الجديد ،ودورها في تعزيز ثقافة السلم الأهلي من خلال التمسّك بقيم الموضوعية والتبادل الحر للآراء والأفكار، والتأكيد على قيم الحداثة والاستنارة. وركزت مداخلات الجلسة الثانية على مواكبة الخطط الدراسية في الجامعات للإعلام الجديد، بالإضافة إلى التركيز على الاعلام التقليدي، كما أجمعت العديد من المداخلات على إستمرارية ثبات مكانة الإعلام التقليدي، وإن ارتفعت أعداد التطبيقات في الاعلام الجديد، كما طالب البعض بإيجاد حلول للحد من الاعلام السلبي و المنافي للحقيقة، والذي يعمل على تشويش المجتمع. وأكد الامين العام الاسبق للشؤون السياسية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية الاستاذ سيف المسكري في الجلسة الثالثة المعنونة بـ"تعزيز ثقافة السلم الاهلي" التي أدارها النائب الأول لرئيس مجلس الشورى الأستاذ جمال فخرو، على ضرورة العمل على بناء أطر خاصة بإعلام موضوعي، يدعم ثقافة السلم الأهلي، وأهمية التحاور بين القائمين على وسائل الإعلام المختلفة. وأشار المسكري إلى ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي تركّز بنوده على فلسفة الحوار، ووظيفته وسلوكيات الإعلاميين كنموذج لدعم قيم السلم الأهلي. وأوضح أن مشكلة الوطن العربي تكمن في الفجوة الكبيرة بين الاعلام التقليدي الرسمي وبين اعلام المواطن. وتحدثت مقدمة برامج حوارية في قناة BBC عربي جيزال خوري عن تعزيز قيم التعايش السلمي والتسامح وقبول الآخر ونبذ قيم التعصب بالاضافة الى تحفيز مكامن القوة الإعلامية، وتوجيهها نحو ما يعزّز من قيم وثقافة الديمقراطية، والتعايش السلمي، وثقافة الاختلاف والتسامح وقبول الآخر من جهة، ونبذ قيم التعصّب، والتوافق على تبنّي خطاب إعلامي يستوعب الاختلافات والتمايزات التاريخية من جهة أخرى. من جهته استعرض اكاديمي ومستشار إعلامي في الامارات العربية المتحدة الدكتور علي الشعبي أهمية وضع مصطلحات وتقنيات خاصة لإعلام السلم الأهلي بحيث يساعد على فهم المعنى المباشر للكلمات المستخدمة في المضمون الإعلامي، منعاً لأي تفسير خاطئ سواء لمدلولاتها أو مضمونها. واكد الشعبي أن دول الخليج بحاجة الى وضع وانتاج محتويات جديدة، بالاضافة الى جيش اعلامي مثقف ومواكب للإعلام الجديد داعيا مجلس التعاون الى وضع خطاب إعلامي واضح. وعلى هامش الجلسة طالبت المداخلات بوجود تشريع يضبط من يسيء إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي، كما اكدوا على ضرورة اجتماع دول مجلس التعاون لوضع محددات واضحه اعلاميا لمواجهه الاعوام المقبلة وبما تحملها من تحديات.
مشاركة :