قال الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن المسلم يجب عليه أن يحاسب نفسه ويجاهدها في الخطرات والواردات على القلب والوساوس، حيث إن مبدأ الخير والشر من خطرات القلوب ووارداتها.وأوضح الحذيفي خلال إلقائه خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي، أنه إذا تحكم المسلم في الواردات على قلبه ففرح بواردات الخير واطمأن لها ونفذها أفلح وفاز، وإن طرد وساوس الشيطان ووارداته واستعاذ بالله من وساوسه نجا وسلم من المنكرات والمعاصي، وإن غفل عن وساوسه وتقبلها أورده المحرمات، إذ قال تعالى: «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».وأشار إلى أن الله أمر بالاستعاذة في سورة الناس من هذا العدو المبين فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس»، منوهًا بأن الحفظ من الذنوب يكون برصد وساوس الشيطان والاحتراس من نزغاته.واستشهد بما قال تعالى : « وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»، مشيرًا إلى أنه من حاسب نفسه وجاهدها كثرت حسناته وقلّت سيئاته وخرج من الدنيا حميدًا، وبعث سعيدًا، وكان مع النبي عليه الصلاة والسلام الذي أرسل شهيدًا، ومن اتبع هواه وأعرض عن القرآن وارتكب ما تشتهيه نفسه، واستلذّ الشهوات، وقارف الكبائر، وأعطى الشيطان قيادة، أورده كل إثم عظيم، وخلّد معه في العذاب الأليم.
مشاركة :