قال الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه المصائب والنوازل مكفرات لسيئات المسلم ورفعة لدرجاته، فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.اقرأ أيضًا..يفعله الكثيرون.. خطيب المسجد النبوي يحذر من داء خطير وشر مستطيرواستشهد «الحذيفي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وصححه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة »، منوهًا بأن المصائب والنوازل والكوارث العامة تثاب عليها أمة الإسلام بالصبر والاحتساب.وأوضح أنها عبرة للناس ليتفكروا من أي أبواب الذنوب أتوا لئلا يكرروا الذنب ولئلا يرتكبوا ماهو أكبر ولئلا يعاقبوا بما هو أعظم وليتذكروا ما كانوا فيه من النعم قبل النازلة لتدوم عليهم العافية والأمن والرخاء بالطاعات ، قال سبحانه في سننه: « عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا»، منوهًا بأن الله تعالى لا يديم على الأمة النوازل والكربات والشدائد بل يرفعها إذا شاء فانتظر إيها المسلم رحمة الله في الشدة وقابلوا البلاء بالدعاء والإنابة فإن الرب سبحانه غني عن عذاب الناس ولكنه سبحانه يحب لهم أن يعملوا الصالحات ويهجروا المنكرات.وأكد أن غنى العبد وسعادته في التذلل لله واضطراره إلى ربه ويقينه بذلك ودوام الدعاء قال سبحانه : « يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ »، وأن خذلان العبد وخسارته وهلاكه وشقاءه في ظنه أنه غنى عن ربه وغروره بنفسه وبما اتاه الله من النعم قال تعالى : « وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ (10 ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ (11)» من سورة الليل، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ » رواه البخاري .وتابع: وعن الشكر والصبر على البلاء ، فإذا جاءتك من ربك نعمة فاشكر، وإذا أصابك ما تكره فاصبر، فإنما أنت عبد الله ومالكه لا تملك لنفسك نفعًا ولا ضرًا وتوجه بقلبك إلى الله إذا نزلت بك مصيبة أيها العبد ، كما في الحديث « وأعلم أن الفرج مع الكرب وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا واعلم أنما هي الأعمال تسعد بها وتشقى والدنيا دار العمل والأخرة دار الجزاء على الخير والشر»، وقال تعالى في الحديث القدسي : « يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إيها فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ».
مشاركة :