التصريحات التي اطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، ونقلها عنه موقع «فردا نيوز» الإيراني -ونفاها بعد دقائق- لم تفاجئ اللبنانيين، فحديثه وإن كان لم يخرج على لسانه شخصيا، إلا أن ما اعتدنا عليه في كلامه وشعاراته أنه يأتمر بأوامر وتعليمات «ولاية الفقيه»، وهذا ما اكده حديثه المنقول، بالقول «ان مكانته فوق الدستور اللبناني». أما القنبلة التي فجرها نصرالله في كلامه المنقول، هو أن قتاله في سوريا «لم يكن من أجل المقامات»، أو «لدحر الارهاب عن لبنان» و«ليس دفاعا عن الاسد»، بل كان من أجل «الصفوية»، أي الانتماء لطائفة بعيدة كل البعد عن الشيعة، ونسبت إليها زورا وبهتانا، وهي برئية من الإرهاب الصفوي ودماء ضحاياه المتوزعة في كل دول المنطقة.كلام خطير ويرى المحلل السياسي نوفل ضو، ان كلام نصرالله لا يحتاج الى أي اجتهاد في قراءة مواقف حزبه، فكلامه واضح وصريح لناحية قوله: إن «ولاية الفقيه» هي فوق الدستور، مشددا على ان هذا الكلام يؤكد واقعا، ويحتاج موقفا واضحا من الحكومة اللبنانية وشركاء نصرالله في الحكم ومن رئيسي الحكومة والجمهورية تحديدا ومن مجلس النواب بشكل عام ومن الجميع. ويؤكد ضو، ان هذا الكلام ينسف أسس الدولة اللبنانية ويعرض الأمن القومي والعربي للخطر، وقال: «هذا الحديث المنقول، وما يتضمنه من تفاصيل تقول: إن المدن والمناطق اللبنانية كانت كلها شيعية ومن ثم تحولت الى سنية ومسيحية، فهذا الكلام يتضمن الكثير من النعرات الطائفية ويؤدي الى بث القلق في نفوس اللبنانيين، وأعتقد أن من يتحدث عن الاستقرار في لبنان عليه أن يعالج الطائفية بالذات».مصلحة «الملالي» وحول قتال «حزب الله» من أجل الصفوية، يقول ضو: «هذا يعني انه عندما يقاتل في لبنان ليس صحيحا أنه يقاتل من أجل سيادتها، بل انه يقاتل في سبيل ولاية الفقيه، وليس في سبيل مصلحة سوريا ولا المصلحة العربية. انه يقول بصراحة: انه جزء من مشروع ايراني في لبنان وفي المنطقة وعلى هذا الاساس علينا كلبنانيين وكعرب مسيحيين ومسلمين أن نتحرك تحسبا لخطورة هذا الكلام». وكان موقع «فردا نيوز» الإيراني، قد نفى بعد دقائق من نشره تصريحا لنصر الله خلال لقائه الإيرانيين المقيمين في لبنان يقول فيه «نحن لا نقاتل من اجل الأسد، نحن نقاتل من أجل التشيع -الصفوي-، ولولا حزب الله وإيران لسقطت سوريا»، مشددا على ان الشيعة المنتمين لصفوية «ولاية الفقيه» اليوم في ذروة قوتهم في المنطقة. وحول اصول الرئيس عون، ذكر الموقع، أن نصر الله قال: «ميشال عون من احفاد علي بن ابي طالب»، واعتبر ان مكانة «ولاية الفقيه» فوق الدستور اللبناني، وقال: «نحن نؤمن بذلك، ونعتبر تنفيذ اوامره واجبا إجباريا».
مشاركة :