تفاءلوا بالخير تجدوه

  • 3/17/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل نتعلم من خبراتنا على الدوام؟ ليس بالضرورة، وإلا ما تكرر ارتكابنا للخطأ ذاته عدة مرات، والذين لا يتعلمون من التاريخ يكتب عليهم تكراره كما يقولون، وينطبق هذا على التاريخ الشخصي كذلك، فإذا وجدت نفسك تكرر خطأ ما، فربما إشارة للتوقف والنظر للأمور نظرة جديدة، وخاصة تلك الأخطاء التي تجعلك تشعر بنفس الانزعاج كلما تذكرتها وتُعيدك للدخول بمشاعر التجربة، مما يجعل من المهم أن تتأملها من بعيد بإدراك أكثر موضوعية حتى يمكنك التعلم منه. يوجد هناك تمرين مفيد وقوي، ولا بد من القيام به وأنت في وضع استرخاء، بأن تسترجع الموقف المطلوب مع التأكد بأن تكون خارجه، أو بتعبير آخر أن تحاول التعامل مع المشهد وكأنه فيلم فيديو لا علاقة لك بأحداثه، وأن تذكر نفسك بأنه أمر تنظر إليه وليس موقفا تعيشه، وبمجرد الانتهاء من رؤيته تساءل: ما الذي وددت تحقيقه حينها؟ ستبرز لك احتمالات ثلاثة في هذه الحالة، أولها: أنك لم تكن حينها واضحا بشأن ما كنت تريده ولا عجب أنك لم تحصل عليه، ثانيها: لعلك كنت تدرك الغرض لكنك لم تقم به ببراعة كافية، والاحتمال الثالث: هو أن ما أردته آنذاك لم يكن مناسبا للموقف وربما تكون بحاجة لتحديثه الآن. بعد انتفاعك بمشاهدة الفيلم الذهني للموقف ما النصيحة التي تهمس بها لنفسك بشأنه؟ وماذا يمكنك أن تتعلم من الحدث بحيث تمنع تكراره بالطريقة نفسها؟ وما الاختلاف المهم الذي ستضيفه لتعديل الموقف؟. والآن حان وقت كتابتك سيناريو الفيلم الجديد، بأن تتخيل ذاتك الجديدة تستمع للمقترحات وتستفيد من النصائح، ثم تجرب أن تعيش الحدث بسيناريوهات عديدة، حتى تشعر بالرضا نحو سيناريو محدد، وحينها تتصل شعوريا مع السيناريو الفائز وتدخل للأحداث وتندمج بكليتك وتتصرف بشكل أكثر حكمة، مطبقا الاقتراحات التي استنتجتها من إجاباتك، حتى تصل لدرجة الرضا عن تصرفك في الموقف. عندما تُمارس هذا التمرين فسوف تحصل على بعض الأفكار الجيدة عما يمكنك فعله لتجنب تكرار الخطأ مستقبليا، وبالرغم من أنه ليس هناك ما يضمن تبدل سلوك الشخص الآخر في مشهدك الذهني، لكننا نتوقع أنه في الغالب يتغير سلوك الآخرين كردة فعل لتغير سلوكك. إن قيامك بهذا التصور الذهني يدرب عقلك وجسدك لجعله يحدث واقعيا، فنحن غالبا ما ندفع أنفسنا لدرجة عالية من القلق عن طريق التمثل الذهني السلبي والتوقعات السوداوية لحدث ما في المستقبل، ولعلك تعتقد أنه ليس أمرا يتسم بالواقعية أن تتخيل نجاحك مقدما، لكنه يكون بنفس القدر من اللا واقعية توقع الإخفاق مسبقا، وبما أنك لا تعلم ما الذي سيحدث، فافعل كل ما بوسعك مسبقا لتتأكد أن الأمور ستمضي على أفضل وجه، وتفاءلوا بالخير تجدوه.

مشاركة :