إملي نصرالله حكاية الزمن الجميل

  • 3/17/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نعى المشهد الأدبي والصحافي الأديبة اللبنانية إمِلي نصرالله التي توفيت فجر الأربعاء الماضي هذا وقد عرفت نصرالله بشخصيتها الفريدة المكتنزة بالتجارب. فلا يمكن التمييز بين إملي نصرالله الكاتبة وإملي نصرالله الإنسانة. ولقد مثّلت الأديبة الراحلة الزمن الجميل بأخلاقها وأدبها وفكرها وثقافتها الشاملة وانتمائها لوطنها وتعلّقها بجذوره". وفي هذا يقول رئيس مجلس إدارة هاشيت أنطوان نوفل إميل تيّان إن اسم إملي نصرالله وأدبها ارتبط بذاكرة اللبنانيين والعرب جميعاً، فنصوصها تُدرّس في المدارس. ونحن في دار نوفل تربطنا بها علاقة متينة عمرها سنوات طوال منذ تأسس الدار التي تشكّل الأديبة الراحلة إحدى أعمدتها". إملي نصرالله أديبة لبنانية رائدة، ولدت في العام 1931، في قرية الكفير (قضاء حاصبيا) في جنوب لبنان. عملت في الصحافة ثمّ غلب عليها الأدب، فانصرفت إلى كتابة الرواية والقصّة والسيرة وأدب الفتيان والأطفال. تمحورت أعمالها بشكل أساسي حول الحياة القروية في لبنان، وجهود المرأة التحررية، والمشاكل المرتبطة بالهوية القومية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، والهجرة. تُرجِم الكثير من كتبها إلى الإنكليزية والألمانية والدانمركية والفنلندية والتايلندية. منحت في العام 2017 وسام معهد "غوته" الفخري الرسمي باسم جمهورية ألمانيا الاتحادية لتميّزها في إثراء الحوار الثقافي بين الحضارات، ونالت أخيراً في العام 2018 وسام الأرز اللبناني عن رتبة كومندور تقديراً لعطاءاتها الأدبية. قبل وفاتها بأيام صدر لها كتاب جديد بعنوان "الزمن الجميل"، عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل وهو رحلةٌ جديدة تأخذنا نصرالله فيها إلى لبنان في خمسينات القرن العشرين بأسلوبها الدافئ والحنون، ونصّها الغنيّ دون استعراض أو بهرجة، وتجول بنا في عوالمها الخاصة التي لا نشعر معها بالغربة. كما تغدق علينا الأديبة الرائدة تجربتها في "الزمن الجميل"، تذكّرنا بأسماء نسيناها وتقدم لنا أخرى لا نعرفها، من خلال وجوه قابلتها وحاورتها. وهنّ في الأغلب نساء مناضلات، كلٌّ على طريقتها، في المجال العام أو الخاص، جهاراً أو صمتًا: من إدفيك جريديني شيبوب إلى الملكة فاطمة السنوسي، وسيدة الرائدات إبتهاج قدورة، ومغنية الأوبرا اللبنانية الأولى سامية الحاج، حتى البصّارة فاطمة، ومارتا، الطالبة الثمانينية في الجامعة الأميركية. واللافت أن نساء نصرالله لم يكنّ من حبر فقط. بل اتّخذن أشكالًا أيضاً على يد الرسام جان مشعلاني الذي دأب على مرافقة الصحافية الشغوفة، وتزيين مقالاتها على صفحات مجلة الصياد على مدى سنوات.

مشاركة :