دبي: «الخليج» تواصلت «رحلة السعادة» لليوم الثاني على التوالي في حي دبي للتصميم، بعدد من الأنشطة والفعاليات التي شهدت مشاركة واسعة من جميع فئات المجتمع، الذين استمتعوا بالتعرف إلى التجارب الإدراكية الحياتية، وورش العمل، والجلسات المعرفية التي حفلت بها فعاليات اليوم الثاني من الرحلة.وشارك في فعاليات اليوم الثاني من رحلة السعادة التي يتم تنظيمها بالتزامن مع اليوم العالمي للسعادة الذي يصادف 20 مارس/ آذار من كل عام، نخبة من المختصين والخبراء وأصحاب التجارب الملهمة، كما اشتملت على سوق السعادة، وسينما السعادة وفقرات وعروض فنية ورياضية ممتعة.وتم خلال فعليات اليوم الثاني تنظيم مجموعة من الجلسات، استهلت بجلسة بعنوان «اتزان زايد»، تحدث فيها حمد الشامسي أحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، عن صفات المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تجمع بين الصفات الجسدية، والأخلاقية، والإنسانية، والثقافية.وقال الشامسي: «قد يُعجب الإنسان بأحد الأشخاص الذي قد يكون مبدعاً، أو متميزاً في شيء معين، إنما تنقصه الصفات الأخرى، إلا أن الشيخ زايد هو رمز وقدوة، لأنه جمع كل الصفات التي حولته إلى القائد المؤسس الذي يفخر جميع أبناء دولة الإمارات بأنهم عياله الذين ينعمون بإرثه الذي تركه لشعبه ولجميع الشعوب».وبين الشامسي أن المتابع لحياة الشيخ زايد يرى فيها هذه الصفات في كل مسيرة حياته، فكان المؤسس لدولة السعادة التي بدأها بعطائه وبحبه للآخرين، التي كانت الثروة التي يفخر بها، ويباهي بها جميع العالم.وسرد الشامسي مجموعة من القصص التي تميز بها الشيخ زايد والتي تدل على القائد الذي أحب شعبه فأحبه شعبه، وأبدعوا ليحولوا رؤيته إلى واقع وتكبر دولة الإمارات، وتكون في أعلى المراتب.وقال: «بداية ومن الجانب الإيماني فقد كان المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد حافظاً للقرآن، وكان يجلس ليخلو بنفسه ويقرأ القرآن، ويتأمل في معانيه، وكان حريصاً على قول كلمة الخالق عز وجل بشكل دائم، لأنه كان يفخر ويعتز بعبوديته لله جل وتعالى».وقدم الدكتور أنور الحمادي، استشاري أمراض جلدية، جلسة تفاعلية بعنوان «تقبّل الذات»، ناقش فيها دور السعادة والإيجابية في تحقيق سلامة وصحة جسدية أبدية نابعة من تقبل الذات والشعور بالرضا، واتخاذ الإيجابية كأسلوب حياة ومنظور فكري يقي الإنسان من المخاطر الفيزيولوجية للسلبية، وفقدان الأمل، والشعور بالتشاؤم.واستعرض الدكتور أنور الحمادي أبرز المقومات المؤدية للسعادة التي تتفاوت من شخص لآخر تبعاً لاختلاف الفئة العمرية، والجنس، وأثر العوامل المتغيرة، وتطلعات الفرد، مثل الحصول على النفوذ، وبناء الحياة الأسرية، والعمل في الوصول للرضا والسعادة.أكدت فرح دهبي، الخبيرة في الشؤون الاجتماعية والعمل الاجتماعي، أن الصحة النفسية تشكل ركيزة رئيسية لتحقيق أعلى درجات السعادة للفرد والمجتمع، والوصول إلى السعادة يمثل أعلى درجات الصحة النفسية، التي تطلق العنان لقدرات الأفراد ومساهمتهم الفاعلة في البناء المجتمعي والتنمية المجتمعية الشاملة. وركزت دهبي في الجلسة الحوارية التي حملت عنوان «التغيير من أجل حياة أفضل»، على ضرورة وضع الصحة النفسية في طليعة أولويات تحقيق السعادة بالنسبة للأفراد والمجتمع، من خلال تبني الأفراد لمجموعة من الآليات والمقاربات التي تضمن وصول الفرد إلى صحة نفسية جيدة، والعوامل الوقائية التي تضمن تخفيف حدة الآثار السيئة للأمراض النفسية. وأوضحت أن الوصول إلى السعادة والصحة النفسية، هي من أهم العوامل الوقائية التي تدعم الصحة الجسدية. وقالت عائشة حارب رائدة اجتماعية في جلسة تحت عنوان «اللطف: سر سعادة المجتمعات»: «إن السعادة هي محور رئيسي وأساس في الارتقاء في المجتمعات، وإن على كل واحد منا أن يحمل حلماً بداخله ويعمل على تحقيقه، وبذلك فإنه سوف يشعر بالسعادة عندما يرى أحلامه تتحقق ويكبر معها وتكبر معه لتتحول إلى حقيقة». وبينت أن الحلم مهما كان، على كل شخص أن يفخر بحمله، مهما كان صغيراً لأنه سيكبر بعطائه، ويتحول الحلم إلى عطاء يلهم الآخرين، كما أنه سوف يشكل قيمة ويحول حياته إلى رحلة من السعادة يشعر فيها وبكل مرحلة من حياته بالنجاح الذي يصنع السعادة. نحو تحقيق السعادة أكدت أمل مراد، مدربة باركور، على أن السعادة الحقيقة تكمن في الذات من خلال تمكينها وتنمية الثقة بها، فالسعادة لا تتجلى في زينة الإنسان الخارجية والظهور بمظهر لائق يتماشى مع صيحات الأزياء، وامتلاك الأجسام المثالية، وما يروج له في صفحات التواصل الاجتماعي، وإنما تكمن في امتلاك الثقة بالذات، وتعزيز ذلك بالفكر السليم.وقالت: «الثقة تمنح الإنسان طاقة إضافية تمكنه من القيام بأمور لم يتوقعها، وأن يتخطى عقبات تخيفه، وأن مصدر سعادة الفرد ينبع من داخله، وتغذية فكره روحه بالأفكار الإيجابية والابتعاد عن السلبية».وأكدت أمل على الدور الهام لممارسة الرياضة في الترفيه عن النفس وتحقيق صفاء الذهن، وبالتالي الوصول لمراحل من الرضا عن الذات. وأكد رودولف سينيمالي، أن الغضب هو حالة نفسية طبيعية موجودة عند البشر منذ الأزل، لكن هناك العديد من الآليات والطرق التي بإمكان الفرد من خلالها أن يتحكم في الغضب، وتحويله إلى طاقة إيجابية مؤثرة، تسهم في تحقيق السعادة على مستوى المجتمع. وذكر أن التواصل الاجتماعي هو أمر محوري لمكافحة المشاعر السلبية، ومنها الغضب، منوهاً بأهمية تفعيل الحوار الاجتماعي المباشر بين الأفراد، وضمن الأسرة، وفي بيئة العمل، الأمر الذي يعزز العلاقات الإيجابية بين أفراد المجتمع، ويسهم في الحد من الآثار السلبية التي فرضتها التقنيات الذكية، ومواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، منوهاً بأن الانصات والاستماع لمشكلات الآخرين هو أحد أهم أدوات التواصل الاجتماعي الإيجابي. وكانت رحلة السعادة انطلقت مساء يوم الخميس 15 مارس/ آذار 2018 من شارع المستقبل في «سيتي ووك» بدبي، بمشاركة أكثر من ألفي شخص من مختلف الأعمار من 200 جنسية، يمثلون فعاليات وطنية، ومؤسسية، ومجتمعية، ورياضية، كما عكست الاحتفاء بالتنوع الثقافي المنسجم والمتناغم لمجتمع دولة الإمارات، ما يدعم جهودها بأن تصبح محطة للسعادة في العالم.وشاركت في الكرنفال فرق فنية إماراتية تقدم عروضاً من التراث الوطني الأصيل، إلى جانب فرق رياضية وفعاليات رسمية ومجتمعية، واستضاف أكثر من 100 رياضي من المشاركين في دورة الألعاب الإقليمية للأولمبياد الخاص كضيوف شرف.كما تكون الكرنفال من 5 محطات، هي عام زايد والحياة في دولة الإمارات، التي تضمنت عروضاً تراثية وثقافية ترمز إلى المعنى الحقيقي للحياة في دولة الإمارات وثقافتها الغنية، وتشمل عروضاً للفروسية وفقرات لفرقة شرطة دبي بمشاركة طلاب المدارس، كما تضمنت فعاليات خاصة بعام زايد، وأنشطة لأصحاب الهمم.و قال حمد الشامسي أحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، إن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان له إرث في الحفاظ على تراث الإمارات، حيث أمر بإنتاج فيلم الشروق، وفيلم الغوص، وهما يؤرخان لدولة الإمارات، ويحافظان على تراثها. وأضاف: وفي الجوانب الإنسانية: فقد أنقذ الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، حياة وليد جديد لناقة وقع في التراب، حيث مسح فمه وأزاح عنه التراب حتى يتمكن من التنفس كي يحافظ على حياته، وهذا دليل على رفقه ورحمته بالحيوان، كما أنه كان يأمر بتقديم المساعدة لكل من يطلب منه المساعدة.وبين أن الشيخ زايد كان يمارس الكثير من أنواع الرياضة التي كانت السبب في امتلاكه للياقة والصحة، وختم قائلاً: إن الاتزان كان فلسفة الشيخ زايد، رحمه الله، وكان أسلوبه في الحياة والتعامل مع الجميع.
مشاركة :