عظمة الخلق دليل على عظمة الخالق

  • 3/17/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : قال فضيلة الداعية محمد يحيى طاهر إنَّه لحَريٌّ بنا في هذا العصْر الذي طغَتْ فيه المادِّيات، وزَادتْ فيه المُلْهيات والمغْريات، أنْ نُذَكِّر أنْفسنا ببديع صُنْع ربِّ البرِّيات، وأن نتأمَّل آثار عظمَتِه عز وجل في الأرض والسَّماوات. وأوضح محمد يحيى طاهر في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله أن عظمة الله ظاهرةٌ جليةٌ، لمنْ تأمَّل ملكوت ربِّ البرية، تأمَّلوا خلْقه للْملائكة في ضخامة الخِلْقة، وقيامهم بأمْره، وتدْبيرهم شؤون عباده. الرهبة والعظمة وأضاف: انظر إلى السماء فوقك نظرة فاحصة متأنية في ليلة صافية تملأ القلب بالرهبة والعظمة والخشوع، لذي العظمة والإبداع والجلال. كيف على سعتها وامتدادها وعظمتها رفعها الله بغير عمد ترونها وزينها بالكواكب، والنجوم، والشموس والأقمار، إنه جمال متجدد متعدد بالألوان. وتابع: انظر إلى هذه النجمة الوحيدة التي انفردت بعيداً وحدها في أفق السماء وكأنها عين طفلة جميلة تلتمع بالبراءة والصفاء، ثم انظر إلى هاتين النجمتين المنفردتين كأن كل واحدة منهما تناجي الأخرى، ثم انظر إلى هذه المجموعة المتضامنة المتشابكة، وكأنها قد انضمت إلى بعضها البعض في عرس بهيج سعيد جميل ثم إذا تأملت في ذلكم المخلوق العظيم الذي قال الله عنه في أعظم آية من كتابه: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» أي أحاط بها؛ فتتضاءل عظمة السماوات وعظمة الأرض أمام عظمة هذا الكرسي الذي هو مرقاة العرش، ثم تتضاءل هذه العظمة إذا تأمل العبد في النسبة بين عظمة الكرسي وعظمة العرش المجيد أوسع المخلوقات وأعظمها. تعاقب الليل والنهار ونقل الخطيب ما ثبت عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: «ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، والعرش فوق السماء، والله تبارك وتعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه». ثم دعا محمد يحيى طاهر إلى النظر إلى الشمس والقمر يدوران، والليل والنهار يتقلبان، وتساءل: ماذا نفعل لو لم تطلع الشمس؟ ماذا نفعل إذا غاب القمر ولم يظهر؟ كيف نعيش، وكيف نزرع، كيف نأكل وكيف نتعلم ونعلم غيرنا؟ كما دعا خطيب جامع الأخوين الإنسان إلى التأمل في تكوين نفسه، وتركيب جسمه، من ذا الذي جعله بهذا التركيب وهذا النظام العجيب. خلق النبات والشجر وأضاف: فكر في النبات والشجر، والفاكهة والثمر، وفي البحر والنهر، إذا طاف عقلك في الكائنات، ونظرك في الأرض والسموات؛ رأيت على صفحاتها قدرة الله، وامتلأ قلبك بالإيمان بالله، وانطلق لسانك بـ»لا إله إلا الله». وأوضح أن الله هو الاسم الذي ما ذكر في قليل إلا كثره، وهو الاسم الذي ما ذكر عند خوف إلا أمنه، وما ذكر عند هم إلا فرجه، وما ذكر عند غم إلا أزاله، وهو الاسم الذي ما تعلق به فقير إلا أغناه، وما تعلق به ضعيف إلا قواه وما تعلق به مظلوم إلا نصره وآواه. عظمة الخالق وبين أنه من عظمة الخالق سبحانه أنه لا ينام بل ولا يصيبه نعاس فهو كما قال عز وجل عن نفسه {لا تأخذه سنة ولا نوم} وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي قال: «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار، قبل عمل الليل، حجابه النور -وفي رواية: النار-، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه». وأشار إلى أنه من عظمته أنه الحي الباقي الذي لا يموت وكل الخلائق يموتون، حتى من ظلم وطغى واستكبر وتجبر وظن أنه لا يقهر.

مشاركة :