عظمة المخلوقات دليل على عظمة الخالق

  • 1/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين : قال فضيلة د. محمد حسن المريخي إن المولى عز وجل قد خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه وحده لا شريك له ويقدروه حق قدره وينزهوه عن النواقص والقصور وعن الشبيه والمثيل، مشيرًا إلى أنه جل وعلا قد دلل على عظمته بآياته الشرعية والكونية، ومخلوقاته العظيمة التي لم يخلق مثلها أحدٌ ولا يستطيعون. وأوضح د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن المولى جل وعلا قد سمى نفسه (العظيم) وهو الذي انتهت إليه العظمة وجمع صفات العظمة والكبرياء، فهو العظيم وكل شيء دونه. وقد وجه سبحانه وتعالى عباده إلى التفكر في الكون ومطالعة عجائب خلقه وإحكامه وبديع تركيبه ومطالعة سننه التي لا تتغير ولا تتبدل حيث قال (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله يُنشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير) (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها ...). وأوضح خطيب جامع الإمام أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ولا شك يعظم ربه عز وجل ويعلم الأمة ويوجهها إلى تعظيم الخالق جل وعلا، حيث يقول صلى الله عليه وسلم (والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له) كما كان عليه الصلاة والسلام يصف بعض مخلوقات الله من الملائكة الكرام، حيث قال ( رأيت جبريل عند سدرة المنتهى وله ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل الدّر والياقوت) وقال إنه كان يتعبد في غار حراء الليالي ذوات العدد فلما قضى تعبده هبطت إلى بطن الوادي، يقول (فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي، فإذا هو جالس على كرسي بين السماء والأرض) وفي رواية (قد سد الأفق). صفات النقص وأضاف: لقد ذم الله تعالى أقواماً لم يعظموه، ولم يقدروه حق قدره بما نسبوا إليه من صفات النقص والقصور ما لا يليق به، ومما يتنزه الله عنه من الولد والصاحبه والفقر وغيره. وأشار إلى أن المولى عز وجل ذم وأعاب على هؤلاء إذ لم يقدروه حق قدره ولم يعظموه) كهؤلاء المشركين الذين جحدوه وجحدوا نعمه ونسوا فضله وأضلهم الشيطان وأعمى قلوبهم فزعموا أن لله ولداً وصاحبه وهو المنزه عن هذا كله. وبيّن الخطيب أنه ممن لم يقدر الله حق قدره هؤلاء الغافلون الذين خلقهم وسواهم وهداهم وأعطاهم وأسبغ عليهم النعم ودفع عنهم النقم فلم يقابلوها بالشكر وخاصة بعض أهل هذا الزمان، فالعمل بالدين مؤخرٌ والوقوف عند الحدود مهملٌ والشريعة والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم عملٌ قليل جداً حتى إنك لتجد في دنيا المسلمين من لا يصلي لله أبداً ولا يصوم، ويمنون على الله تعالى. التصرف الأحمق وقال إنه ممن لم يقدروا الله حق قدره هؤلاء الحريصون على مرضاة غير المسلمين، المهلكون لأنفسهم من أجلهم، حيث يبذلون أنفسهم وأموالهم لهم و يبحثون جاهدين عن مودتهم ومحبتهم ومهاجمة ومعارضة من ينصحهم ويبين لهم خطورة هذا التصرف الأحمق. وأكد أن المؤمن مأمور بترك ما اشتبه عليه واختلط عليه من الأمور ومن حلّ الأشياء وحرمتها، يقول رسول الله (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن حمى الله محارمه). الولاء والبراء وقال إن المؤمن يأمره إيمانه وعقيدته بالولاء لمن والى الله ورسوله وولاه الله ورسوله، وبالبراء ممن تبرأ الله ورسوله منه. والولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم والبراءة منهم ومن دينهم (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا بُرآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده). ولفت إلى أنه ليس معنى معاداتهم أن تظلمهم أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين، وإنما معناه أن تبغضهم وتعاديهم في قلبك. وأشار إلى أن رسول الله كان حريصاً على إيمان الناس وإسلامهم لنجدتهم من النار، فكان يبذل جهداً كبيراً لإقناعهم حتى كاد يؤذي نفسه من التعب فعاتبه ربه (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا). وأضاف : لقد جاءه صلى الله عليه وسلم عبدالله بن أم مكتوم مسلماً يريد معرفة دينه والإسلام فانشغل عنه بمحاولة إقناع الكفار، فعاتبه ربه عز وجل (عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى وأما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى).

مشاركة :