جميع الكلمات لا يمكن أن تعبر عن إعجابنا بما تقوم به وزارة الداخلية من جهود ليس على صعيد الأمن فقط، بل في كل ما يتصل بمجالات عملها ومنها خدمة الشعب في مجالات حيوية. مكافحة الإرهاب تأتي على رأس القائمة وأولويات وزير الداخلية الذي نذر نفسه وفكره وحياته لخدمة دينه وملكيه ووطنه، فالشكر والتقدير لك أيها الأمير الفطن الشجاع. والتحية والإكبار لكل فرد وصف ضابط وضابط في وزارة الداخلية من دون استثناء. حادثة الأحساء قبل أيام هي انعطاف خطير في سيكولوجية التطرف والعنف والإقصاء ظهرت كعمل إرهابي مشين مما يضيف أعباء جديدة على هذه الوزارة ووزيرها والسلطات الأمنية. فقد حقق الأمير نجاحات مشهودة في تقويض أنشطة القاعدة بأساليب مبتكرة أدت إلى ارتحال هذا التنظيم من السعودية، وفي ظننا أن التنظيم يحاول جس نبض السلطات الأمنية بعمليات هنا وهناك لاختبار قدرات هذا الجهاز الفعال. ضبط الحدود الطويلة لدولة مترامية الأطراف ليس بالأمر الهين أو السهل، خصوصاً مع استهداف ممنهج لتلك الحدود من دول ومجتمعات خارجية لتهريب البشر والسلاح والمخدرات حتى أصبح نشاط هذه الوزارة الأم لا يقتصر على الداخل السعودي، بل يتمدد سمع وبصر الأجهزة الأمنية إلى خارج الحدود والدول المشبوهة التي تعتبر مصدراً ووكراً وملاذاً آمناً للإرهابيين وتجار البشر والخطر والسموم التي تستهدف أبناءنا مثل المخدرات بشتى أصنافها. وهنا لا بد من تسجيل شكر خاص لرجال حرس الحدود وزملائهم في المهمة من رجال الجمارك الذين يراقبون منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية من ناحية، ويمشطون حدود برية تصل إلى آلاف الكيلومترات من أقصى نقطة في الشمال إلى أعمق نقطة في الجنوب من ناحية أخرى. المثير للدهشة والإعجاب، هو أنه على الرغم من الأعباء الأمنية على وزارة الداخلية، نجد أن خدمات الوزارة تتطور يوماً عن يوم في الأحوال المدنية والجوازات بحيث أصبحت وزارة الداخلية أنموذجاً يحتذى في تقديم الخدمات الإلكترونية. وإذا حاول البعض إرجاع ذلك التقدم والتطور التقني إلى الوفرة المالية نقول لهم: قفوا هنا، ولنا في ذلك حجتان تستعصيان على الدحض: الحجة الأولى، أن الوفرة المالية متوافرة للقطاعات الحكومية كافة، فلماذا برعت وزارة الداخلية في ذلك على الرغم من مسؤولياتها الأمنية الجسيمة التي قد تتعذر بها الوزارة أو المسؤولون فيها، لكن ذلك لم يحصل. الحجة الثانية، أنه إضافة إلى التسهيلات الإلكترونية، نلاحظ تعاملاً راقياً ومميزاً للعاملين في قطاعي الأحوال المدنية والجوازات، ابتسامة دائمة وحسن خلق جم وتواضع رفيع المستوى وإصرار على خدمة الجميع مواطنين ومقيمين. فالشكر والتقدير للعاملين كافة. الدفاع المدني والمرور والشرط لهم جهود جيدة لكنها تحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل والابتكار كي يصطفون جنباً إلى جنب مع زملائهم في القطاعات الأخرى. تطور الدفاع المدني بشكل كبير وبات حاضراً ومتواصلاً أكثر ويقدم توعية جيدة وتسارعاً في تلبية نداءات الاستغاثة بشتى أنواعها. الشرط تحسنت معاملتهم مع الجمهور وتسارعت وتيرة الإنجاز لكن المطلوب منهم أكثر. أما المرور فهو الغائب الحاضر، ما زال المجتمع يشكي من استراتيجية المرور بعد انطلاق مشروع «ساهر» الذي يعتبر نقلة حضارية على الرغم من كل ما قيل عنه، إلا أن ساهر وحده لا يكفي. لا بد من عودة رجال المرور إلى الظهور مرة أخرى إلى الشوارع والطرقات ولكن بأسلوب ومهمة مختلفة، فليس تحرير المخالفات هو الغاية من وجود رجل المرور في الأماكن العامة، بل مراقبة سلامة المجتمع من وفي المركبات، ومراقبة ممارسات التعامل مع المركبة في الوقوف والسير. هنا، نود أن نسوق مقترحاً على سمو الأمير محمد بن نايف، وهو إنشاء وحدة من رجال الشرطة بمسمى «الصديق». وتتألف هذه الوحدة من ضباط جامعيين يخضعون لدورات تدريبية مخصصة في الأنظمة والقوانين كافة. مهمة تلك الوحدة أن ينطلق ضباطها في دوريات مؤلفة من ضابطين كدورية راجلة في الأماكن والشوارع والأسواق المزدحمة، ودورية راكبة في الأحياء على مدار الساعة مهمتهم إشاعة الأمن والاطمئنان إلى المجتمع وإرشادهم أو الإجابة عن أي استفسار مع تواصل مستمر مع غرفة عمليات خاصة بذلك، أو تبليغ الجهات المعنية عن أي استغاثة أو طلب. كان هذا الأمر معمول به قبل عقدين أو ثلاثة في الرياض والمدن الكبيرة لكنه تلاشى مع تكاثر مسؤوليات الوزارة، أعانهم الله. كما أنه معمول به في بريطانيا ولندن على وجه الخصوص. ونحن على ثقة أن وزارة الداخلية ستولي الأمر كل عنايتها. لا بد لنا أن نتوقف أيضاً عند أمر ميز وزارة الداخلية عن غيرها من الوزارت الأخرى وهو المتحدث الإعلامي النشط والخلوق اللواء منصور التركي وفريق العمل معه. استطاع المتحدث الرسمي خلال سنوات قليلة أن يكتسب مصداقية كبيرة لدى المجتمع وصداقة مع الإعلاميين والأهم من ذلك كله التفاؤل الذي يصاحب ظهوره والارتياح الذي ينعكس على المشاهدين مما يضطر كل المشاهدين إلى متابعة ما يدلي به. وتلك نعمة من الله، وجهد يشكر عليه الوزير والمتحدث وفريق العمل الذين يعملون من خلف الأضواء. فتحية لهم أيضاً. أخيراً، يتبقى عنصر أساسي ورئيسي في منظومة الأمن، ألا وهو المستفيد: المواطن والمقيم. كيف يمكن أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا لمنسوبي الداخلية وفي مقدمتهم أميرها ووزيرها، وهل بيدينا ما نستطيع تقديمه؟ نعم وبكل تأكيد. التزامنا بالأنظمة والقوانين هو أكبر مساعدة وشكر للداخلية ومنسوبيها، ستخف أعباء معالجة مخالفاتنا للأنظمة مما يعطيهم متسعاً من الوقت وفسحة من الزمن كي يتابعوا ويراقبوا ويضبطوا الكم الهائل والمعقد من الإرهاب بخلاياه النائمة والمستيقظة، والمتاجرين بالبشر في الداخل والخارج، ومروجي المخدرات داخل وخارج الحدود. لم يطرح الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، وصف «المواطن رجل الأمن الأول» من فراغ، بل كان يعلم أن المواطن هو الغاية والوسيلة في الوقت نفسه وبالقدر نفسه. ولذا وجب علينا جميعاً أن نخفف من إثقال الأجهزة الأمنية بقضايا تشغلهم ولو قليلاً عن مهماتهم الجسام. ختاماً، تحية واحترام وإكبار إلى منسوبي وزارة الداخلية من الخفير إلى الوزير. يشدو محمد عبده: يستاهلك.... أكملوا الباقي أعزائي القراء ينشد غازي القصيبي: يا عروس الربى الحبيبة أنت أحلى من الخيال وأبهى يحلم النجم أن يمس يديها وهي تأبى لأنها منه أزهى # طراديات الأمن هو العمل الإيجابي الذي تؤديه للوطن
مشاركة :