رايتكم بيضاء يا عيال زايد

  • 9/10/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تداولت شبكات التواصل الاجتماعي في هذه الأيام، مشهداً تليفزيونياً مميّزاً يجمع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي مع أحد العسكريين المصابين حديثاً في حرب تحرير اليمن، وكان هذا العسكري المصاب يطلب من قائده أن يسمح له بفك الجبس والعودة إلى جبهة القتال. إنه مشهد مؤثر جداً، ويدل على روح التضحية والفداء في أسمى صورها. وحقيقة، لقد أثبت إخوتنا في الإمارات، بالبراهين لا بالتخرصات والظنون، أن معدنهم هو الذهب الخالص، وأنهم رجال المواقف الصعبة، وأنهم نعم السند. كيف لا ونحن نرى الإمارات تجود بخمسة وأربعين شهيداً في أيام معدودة، وهذا لم يسجل لأحد ضمن الدول التي استجابت لدعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحرب على الحوثيين وتحرير اليمن من خلال «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل». السعوديون والإماراتيون اليوم يسطّرون أجمل صور أخوّة السلاح، لتحرير الجار، والدفاع عن عمقهم الاستراتيجي في اليمن، ولو تأخرت عاصفة الحزم أكثر لكانت المهمة أصعب، إلا أن حكمة القيادة وإعلان (أسد المعارك) الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن بدء ساعة الصفر وانطلاقة عاصفة الحزم، وتأييد الإخوة في الإمارات والبحرين وبقية دول الخليج، كان لها دور كبير في قلب الطاولة على رؤوس الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح. لا شك أنه سيكون هناك تضحيات، في المال والرجال، وخسارة المال مهما عظمت فواتيرها لا تقارن بخسارة أبناء الوطن من الشهداء، رحمهم الله جميعاً. إلا أن موقف الملك سلمان بن عبدالعزيز كان واضحاً منذ اللحظة المفاجئة الأولى لإعلان الحرب، إنها معركة وجود، معركة نكون أو لا نكون، كما جاء في نص شيكسبيري مشهور. لقد استغل الأعداء حلمنا وصبرنا، فتغلغلوا في اليمن حتى تمكنت هذه الشرذمة المسماة بالحوثيين من الاستيلاء على الحكم في اليمن، في ظل نفاقٍ سياسي مارسته الأحزاب الفاعلة على الأرض، وتلاعبٍ كبير وسخرية من قبل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بحيث أوصله تذاكيه إلى دعم القاعدة والتعاطي مع الإرهاب، فلم يعد التعاطي معه مجدياً. ولم يعد للقيادة إلا الانتفاض على هذا الوضع المزعج، ووضع الأمور في مسارها الصحيح، ورفع الغبن عن أشقائنا في اليمن وإعادة الشرعية لأهلها من خلال أحرار اليمن الذين استجابوا منذ اللحظة الأولى لعاصفة الحزم. صراحة، لقد انقشعت عنا مرحلة صعبة، وها هي معارك الملك سلمان في اليمن تسفر عن وجه مشرق، وها هي الحرب في اليمن تشرف على الانتهاء على خير ما كنا نأمل، ولا بد من الشهادة التاريخية، أنه لم يقف معنا أحد كما وقف معنا إخواننا الإماراتيون في هذه الحرب، وليس هناك براهين أكبر من تقديم الدم والشهداء، وكم أتمنى من بقية الإخوان في كل دول الخليج أن يتصوروا مجرد تصور حجم الخطر الداهم الذي أزالته عاصفة الحزم، مثلما أتمنى ممن يكتب عن الإمارات بشكل سيئ مخالف للواقع وانطلاقاً من حزبيات ضيقة، أن يعيدوا النظر فيما كتبوا، فقد قدمت الإمارات البراهين ودماء الشهداء من أجل حماية جزيرة العرب ومن أجل عزة وكرامة أهلها.

مشاركة :