باحث فرنسي يكشف استراتيجية نظام الأسد في تهجير ملايين “السُنّة”

  • 3/17/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن- وكالات: كشف (فابريس بلانش) المحاضر في جامعتي ليون الفرنسية وستانفورد الأمريكية، والمختص بالشأن السوري عن استراتيجية نظام الأسد الحالية في محاولاته المستمرة للقضاء على ثورة السوريين، وذلك في مقابلة له مع وكالة (فرانس 24). وقال (بلانش) رداً على سؤال “ما هي استراتيجية بشار الأسد اليوم؟” إن “امتداد الصراع، والاستراتيجية الموضوعة ضد التمرد (ضد الثورة) قد يفضيان إلى رحيل ١٠ ملايين شخص من سورية” مؤكداً أن “٧ ملايين منهم غادروا البلاد فعلاً، وإذا لم يعد السلم قريباً ولم ينهض الاقتصاد من جديد، فسيغادر ٣ ملايين آخرين في السنوات المقبلة”. وأوضح (بلانش) أنه “لا شك أن بشار الأسد أدرك أن سكان سورية أكثر بكثير من قدرات البلد، وأكبر من هامش المناورة الذي يتيحه الاقتصاد للنظام السياسي” مستقدماً مثال على ذلك بقوله: “في أوربا إبان الثورة الصناعية، كان هناك من سمتهم البرجوازية (الطبقات الخطيرة) وهي الطبقات الكادحة الساكنة في المدن والمتحفزة للثورة، والتي كان يتعين سحقها بالقوة، أو دفع أفرادها إلى الهجرة إلى العالم الجديد (أمريكا)”. ووفقاً لمثال (بلانش) فإن “سورية توجد في الوضع ذاته. بالنظر إلى ملايين الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة في ضواحي دمشق وحلب وحمص والرقة، والأرياف المكتظة بالسكان، وضحايا الجفاف المزمن، هؤلاء السكان كانوا هم القاعدة الاجتماعية للثورة”. ويؤكد المحاضر الفرنسي أن “خصوصية سورية تختلف عن مصر وتونس، وهي الانقسام الطائفي، الذي قصّر الثورة على العرب السنة (وأكراد الشمال، ولكن بأجندة مختلفة) في حين أن الأقليات الدينية بقيت خارج الحراك الثوري” على حد قوله. ويضيف “هناك خصوصية سورية أخرى وهي التزايد السكاني السريع، والذي يختلف حسب الطوائف، لأن العلويين والدروز والمسيحيين، لم يعودوا ينجبون أكثر من طفلين للمرأة الواحدة، بينما المعدل مرتفع لدى العرب السنة، إلى درجة أنه خلال جيل واحد تراجعت نسبة الأقليات الدينية التي هي ركائز النظام، من ٣٠٪ إلى ٢٠٪ من سكان سورية”. ووفقاً لـ (بلانش) و”بالمنطق السياسي، فإنه يتعين تقليص الثقل السكاني للطبقة والطائفة الخطيرة (السُنّة) بالنسبة للنظام (نظام الأسد) وهذا هو سبب دفع ملايين السوريين نحو الخارج”.

مشاركة :