باحث فرنسي: الأسد يقدّم نفسه حصناً ضد الفوضى والإرهاب

  • 4/12/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقدّم النظام السوري نفسه هذه الأيام على أنه الحصن المنيع ضد تنظيم داعش الإرهابي. ويرى الباحث الفرنسي دومينيك موازيه، أن سكوت الغرب عن الجرائم التي ارتكبها النظام السوري، أدى إلى وضع جديد وصفه بـغير الأخلاقي. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه الصحيفة الفرنسية لوجورنال دوجوردويه: ■هل يمكن اعتبار استعادة تدمر تقدماً مهماً في الحرب ضد داعش؟ ■■من المبكر أن نحكم على ما حدث، لكن السيطرة على تدمر تعتبر تحولاً رمزياً؛ فهي مدينة مهمة وقد استثمرها التنظيم الإرهابي بشكل كبير، من أول لحظة استولى عليها. كما أن استعادة المدينة الأثرية قد ألحق أكبر هزيمة بعد استرجاع كوباني من قبل القوات الكردية. * الموقف الأميركي والفرنسي لم يرافقه تحرك على أرض الواقع، الأمر الذي أنتج وضعاً جديداً نندم عليه، ونراه غير أخلاقي. اليوم، يعتبر الأسد شخصية فرضت نفسها ولا مفر من التعاطي معها. التحول الرئيس كان في سبتمبر 2013، عندما وضعت واشنطن خطاً أحمر لاستخدام السلاح الكيماوي، لكنها لم تفعل شيئاً. لقد استغلت موسكو هذا الفراغ وتغلغلت لتفرض واقعاً جديداً. ■لقد رحب الجميع بهذا الانتصار، ألا يجعل ذلك بشار الأسد في موقع قوة؟ ■■دعنا نقول إنه يلعب بمهارة، بنصح من قبل الروس بالتأكيد، بهذه الطريقة يحاول الأسد أن يقول للعالم إنه حصن ضد الفوضى والإرهاب، ويثبت ذلك (من خلال استعادة تدمر). هل سيقتنع السوريون بذلك أم لا؟ هذا أمر آخر، لأن الكثير من الدماء سالت في هذا البلد. إنقاذ التماثيل شيء جميل، لكن ذلك حدث بعد تقتيل فظيع للبشر. ■هل يمكن الدفاع عن الموقف الأميركي والفرنسي ضد الأسد؟ ■■هذا أمر مشروع، لأن هذا الموقف يندد بالجرائم التي اقترفها النظام، والتي أدت إلى تدمير سورية. وبما أن هذا الموقف لم يرافقه تحرك على أرض الواقع، فقد نتج عن ذلك وضع جديد نندم عليه ونراه غير أخلاقي. اليوم، يعتبر الأسد شخصية فرضت نفسها، ولا مفر من التعاطي معها. التحول الرئيس كان في سبتمبر 2013، عندما وضعت واشنطن خطاً أحمر لاستخدام السلاح الكيماوي، لكنها لم تفعل شيئاً. لقد استغلت موسكو هذا الفراغ وتغلغلت لتفرض واقعاً جديداً. ■إذاً.. لا مفرّ من التعاطي مع روسيا، أيضاً؟ ■■روسيا تعرف ماذا تريد، وتتحرك لكن هناك فجوة بين طموحاتها والوسائل المتاحة.. إنها تلعب بشكل جيد، لكن ببطاقات سيئة للغاية. أما الغرب فلديه أوراق جيدة، ولكنه يلعب بشكل سيئ للغاية. هناك نقطة جوهرية تتمثل في قيمة النفط. روسيا في وضع اقتصادي صعب جداً، وهي لا تمتلك موارد أخرى عدا النفط، في المقابل تفوقت موسكو على الساحة الدبلوماسية.

مشاركة :