نظمت كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة، برعاية الدكتور محمد القناوي، رئيس جامعة المنصورة، بالتعاون مع مجلس طائفة الرهبان الفرنسيسكان احتفالية بعنوان مصر حوار الطمأنينة والسلام".ويأتي ذلك بالتزامن مع مرور 800 عام على مقابلة القديس فرانسيس الأسيزي مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية الكاثوليكية مع كل من السلطان الكامل الأيوبي والملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل ابى بكر بن ايوب خامس سلاطين الدولة الأيوبية فكانت هذه المقابلة أحد رموز حوار السلام ونشر الطمأنينة بين الشعوب فحصل القديس فرنسيس ورهبانه على موافقة من السلطان الكامل بدخول مدينة القدس ومن وقتها أصبح للرهبنة الفرنسيسكانية حضور في كل من مصر والقدس الشريف.ويتلخص هدف الاحتفالية فيس التأكيد على احتضان مصر لمختلف الأديان وانتشار روح السلام والتسامح بها عبر التاريخ الذي شهد عدة دلائل على التسامح بين المسلمين والمسيحيين.وأكد الدكتور محمد طمان، ممثل وزارة الآثار المصرية على ان هذه الاحتفالية مزدوجة بمرور 800 عام على لقاء الملك الصالح والقديس فرانسيس بذكرى تأسيس مدينة المنصورة التى كانت معسكرا للجيش الايوبى وفيها تم أسر لويس التاسع وأن وزارة الآثار المصرية تحرص على اقامة مثل هذه الاحتفالات التى تؤكد على اهمية قيمة التسامح الديني وقبول الآخر وانتشار هذه القيمة بمصر على مر التاريخ.وشددت الدكتورة أمينة شلبي، عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة، على ان المنصورة شهدت منذ 800 عام نموذجا جميلا للتسامح بين الإسلام والمسيحية من خلال راهب جليل رغم قدومه مع الحملة الصليبية إلا أنه حمل غصن الزيتون وطلب لقاء السلطان الكامل الذي استجاب لدعوة الأب فرانسيس للسلام ومن الواجب الاقتداء بهذا الموقف والحوار بين الأديان مهم ومثمر مادام هناك أوفياء عاقلين من مختلف الأديان ولذا يجب دعم هذه الاحتفالات التى تضيف لسمعة مصر وتجذب لها أنظار العالم بشكل إيجابي.وقال الأب كمال لبيب الرئيس الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان بمصر، إن الذين يحضرون هذه الاحتفالية من مختلف الأديان يعيدون للذاكرة الحدث الجليل الذي نحتفل بمرور 800 عام على مروره مما سيسهم في انتشار ثقافة التسامح الدينى.وأكد على أن القواعد الداخلية للرهبنة التي وضعها القديس فرانسيس تعتمد على تمنى الخير للاخر، والإيمان بأن المختلف دينيا من الممكن ان يكون اداة سلام ضرورة التعايش مع الآخر لتنمية العالم.وأشار إلى التعايش والتسامح السائد فى مصر منذ فترات طويلة، مؤكدا على امتداد دور الجامعة لخدمة المجتمع ولذا رحبت باستضافة إحدى كلياتها لهذه الاحتفالية تهدف الجامعة المساهمة فى بناء مجتمع يحترم أفراده حرية الآخر ويؤمنون بأهمية العيش المشترك الذي نحتاج اليه من اجل تضافر كافة الجهود العالمية للدفاع عن المعذبين فى الأرض دون تمييز على أساس العرق او الدين.ولفت إلى ان الحدث الذى نحتفل به الآن صنعه اثنان من العظماء كان أحدهما مسلم حقيقى يفهم دينه جيدا والآخر مسيحي مخلص لتعاليم دينه فى زمن ساد فيه التعصب و الحرب باسم الدين الذى كان برئ من هؤلاء المتعصبين وشدد على اهمية التعليم فى المدارس وضرورة استثماره فى غرس قيم التسامح الديني وقبول الآخر في نفوس الطلاب حتى يصبحوا مواطنين نافعين لوطنهم.وألقت الدكتورة نهاد كمال الدين محاضرة على هامش الاحتفالية بعنوان " مصر حوار السلام والطمأنينة"، مؤكدة خلالها على أن بعض الأحداث التاريخية العظيمة صنعها أفراد قلائل ليعيش بفضلها مئات الملايين على مر العصور المنصورة احتضنت حوار السلام بين الملك الصالح والقديس فرنسيس الذي لم يمنعه عجزه من الوصول للملك الصالح لإعلاء قيم السلام فمنحه الملك الصالح ادارة كنائس القدس لأنه سلك طريق السلام ونجح فيما فشل فيه الصليبيون الذين اتخذوا الدين وسيلة لتحقيق أطماعهم.وأشارت إلى أن الهدف الذي يجب ان تسعى له البشرية هو الحوار الذى يبحث عن العيش المشترك بين الجميع من خلال البحث عن أرضيات مشتركة بين كافة الأديان حتى يمكن القضاء على الصراعات فى العالم والتسليم بأن الآخر من الممكن ان يكون مصدر تكامل لا عداوة. حضر الاحتفالية الدكتور أشرف سويلم، نائب رئيس الجامعة، والدكتور أمينة شلبي، عميد كلية السياحة والفنادق، والدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم السابق، والدكتورة أمينة النمر، عميد كلية التمريض، والدكتور نهاد كمال الدين، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد عثمان، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد طمان، ممثلا عن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، والاب مايكل بيرى، الرئيس العام للرهبان الفرنسيسكان بالعالم ، و الأب كمال لبيب الرئيس الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان بمصر، وعدد من الأباء واساتذة الجامعة والمهتمين بالآثار الدينية في مصر.
مشاركة :