أبوظبي: «الخليج»بالتزامن مع فعاليات شهر القراءة الوطني، أصدر مشروع «كلمة» رواية «طقس سيّئ» للروائية الفرنسية ماري ندياي، ترجمة ماري طوق، ضمن سلسلة «روائع الأدب الفرنسيّ الحديث» التي يشرف عليها ويراجع ترجماتها كاظم جهاد، وسبق أن قدمت السلسلة عملاً روائياً للكاتبة بعنوان «ثلاث نساء قديرات». تجمع أعمال ماري ندياي بين الواقعي والفانتازي والرمزيّ، وغالباً ما يسود في أعمالها تأرجح مقصود وثريّ بالدّلالات بين مستويات التعبير هذه، فتجد لديها غرابة وألفة في آنٍ معاً، من نمطِ ما سمّاه فرويد الألفة الغريبة أو المُقلقة.تدور هذه الرواية حول قصّة هرمان (معلّم الرياضيّات) وزوجته روز وابنهما الصغير، حيث اعتادوا الاصطياف في قرية صغيرة غير بعيدة عن باريس، ولسبب غير معلوم يتأخّرون عن العودة إلى باريس في نهاية شهر أغسطس/ آب، كما يفعل بقيّة المصطافين. وما إن يحلّ مطلع سبتمبر/ أيلول حتّى يتبدّل الطقس ويسوء، وتتحوّل طباع القرية برحيل المصطافين الذين تعتاش من زياراتهم الصيفيّة، وتكشف عن وجهها الحقيقيّ. هذه الرواية الخامسة لندياي، كتبتها وهي في سنّ السابعة والعشرين، السنّ التي يبدأ فيها بعضهم مجرّد بداية بمعالجة الحقائق الأساسيّة للوجود، ولكن نراها وهي تعالج فيها أعمق الأسئلة وأخطرها، أسئلة تمسّ الهوية، والتهميش المنظّم، وصراع الجماعة والفرد. غرابة القرية ينبغي ألّا تخفي محمول الرواية السوسيولوجيّ والسياسيّ، مزيج الغرابة والألفة وشاعرية الوصف وقوّة الاستبطانات النفسية هي أفضل طريقة للكاتبة، لإيصال محمول سياسيّ يدور حول مسألة الإقصاء والتمييز السافر أو المستتر ورفض المختلِف أو غير المتطابق، وصعوبة الاندماج، أو كيف ينخرط المرء في المحيط، من دون أن يتخلّى عن حصّة مضيئة من روحه، أو من دون أن يتنازل عن فردانيّته الثمينة وفرادته؟ولدت ماري ندياي في النورماندي بفرنسا، لأمّ فرنسيّة وأب سنغاليّ لم تعرفه حقّاً، ونشأت هي وأخوها الوحيد في الضاحية الباريسية بور لا في كنف والدتهما المعلّمة، ولم يكن لها أكثر من سبع عشرة سنة حين صدرت روايتها الأولى «أمّا عن المستقبل الثريّ» عن منشورات «مينوي» الباريسيّة في 1985، ثمّ توالت أعمالها، روايات وقصصاً ومسرحيّات، وكتابات للناشئة، يدور أغلبها حول الاستبعاد والتهميش والمجابهة الأليمة والشرسة لاضطراب الهويّة وتناقضات العصر.أما ماري طوق، فهي كاتبة ومترجمة من لبنان، من مواليد 1963، حصلت على إجازة في الأدب الفرنسيّ من الجامعة اللبنانية عام 1990، وتقيم وتعمل حاليّاً في مجال التعليم في مدينة جبيل. نشرت قصصاً قصيرة ومقالات نقدية في الصحف اللبنانية والعربية، ونقلت إلى الفرنسية قصائد لعبّاس بيضون وعبده وازن، ومجموعة سيناريوهات للمخرجة الراحلة رندا الشهال. ترجمت إلى العربيّة عدداً من الأعمال الأدبيّة من أهمّها «الجميلات النائمات» لياسوناري كواباتا، و«المرأة العسراء» لبيتر هاندكه، و«خفّة الكائن التي لا تُطاق» لميلان كونديرا، و«أوريليا» لجيرار دونرفال، و«تاريخ بيروت» لسمير قصير، و«ملْك الغائبين» لإلياس صنبر، و«المثقّفون» لسيمون دوبوفوار.
مشاركة :