كشفت مصادر مطلعة في المعارضة السورية لـ«البيان» عن مساع لحل الأزمة المترتبة عن اجتياح الغوطة، بعد ارتكاب النظام مجازر بحق المدنيين وتشريد الآلاف من المدينة. وأوضحت المصادر أن هناك مفاوضات بين «جيش الإسلام» والجانب الروسي من أجل الوصول إلى تسوية سياسية وأمنية في دوما، المعقل الأساسي لجيش الإسلام، لافتة إلى أن هذه المفاوضات حتى الآن لم تسفر عن أية نتيجة. وفي هذا السياق، قدم فيلق الرحمن إحدى الفصائل المنافسة لجيش الإسلام في الغوطة وحركة أحرار الشام، مقترحاً لإجراء مفاوضات مع الجانب الروسي لتوقف القصف والتوصل إلى آلية لمنع تدهور الوضع الإنساني، على أن تكون هذه المشاورات في جنيف، إلا أن روسيا رفضت الفكرة تمام، الأمر الذي ينذر بتفاقم الوضع الإنساني في الغوطة. وقال المصدر إن روسيا والنظام السوري، قررا حسم الوضع عسكرياً في الغوطة، لذلك تعمل على رفع وتيرة التصعيد حتى تسلم المعارضة أسلحتها الثقيلة ويجري تطبيق ما جرى في حلب وبعض المناطق الأخرى ورحيل المقاتلين إلى مدينة إدلب في الشمال السوري. خلافات المعارضة من جهة ثانية، دبت الخلافات السياسية مرة أخرى بين منصة موسكو والهيئة العليا للمفاوضات، على إثر انتقادات الهيئة للقصف الروسي الوحشي على المدنيين في الغوطة، ففي الوقت الذي اتهمت الهيئة في بيان لها روسيا باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في الغوطة، رفضت منصة موسكو هذه الاتهامات، معتبراً أنها تتفق والموقف الأميركي في روسيا. وقالت منصة موسكو في بيان لها حصلت «البيان» على نسخة منه، إن ما تقوم به الهيئة العليا للمفاوضات يجري من دون التشاور معها، خصوصاً ما طالب به أحد أعضاء الوفد هادي البحرة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إذ طالب بضرورة التدخل الأممي من خلال الفصل السابع، الأمر الذي ترفضه منصة موسكو جملة وتفصيلاً. ومن بين الخلافات الأخرى بين المنصة والهيئة، رفض الهيئة إدراج مسألة عفرين خلال مداخلة البحرة أمام مجلس حقوق الإنسان، الأمر الذي اعتبرته المنصة انحيازا ًللموقف التركي. ودعا معارضون سوريون، بعد هذا البيان الهيئة العليا للمفاوضات إلى تحديد موقفها من منصة موسكو، بعد عدة مواقف أقرب إلى النظام وروسيا من المعارضة السورية.
مشاركة :