تعرفت عليه كفقيه وقاض رفيع المقام، ولكنني عرفته كصديق. الشيخ منصور بن حمد المالك أسكنه الله فسيح جناته كان يتحدث معي ويمازحني كصديق وليس كما هو متوقع من الفقهاء الكبار عندما يتحدثون مع الأقل منهم تراتبية في حصيلة العلم الشرعي. لا أعتقد أنه رحمه الله كان يهتم بإيجاد حواجز من فوارق المقام بينه وبين الآخرين، ولم أكن شخصياً أشعر أمامه سوى بأنه الصديق وليس الشيخ منصور المالك، وربما كان ذلك الشعور هو نفسه عند كل من عرفوه عن قرب. في القلب كنت أجله وأقدره كصاحب منزلة رفيعة في العمل والمجتمع، أما في التعامل فكنت أتصرف معه كصديق جمع الله له وفيه من البساطة ودماثة الخلق وعفة اللسان وسماحة القسمات ماهو معروف للجميع. في تقدير كل من عرفوه كان رحمه الله ركناً من أركان التقوى، ولقد أحسست بموته أن هذا الركن غاب عنا في زمن نحن في أمس الحاجة إلى أمثاله. قبل وفاته بأيام نقل لي ابنه البار عبدالله حفظه الله وأبقاه رغبة والده في إخباري بمرض الشيخ منصور لأكون أحد القلائل المطلعين المتابعين لحالته الصحية. قبل انتقاله إلى رحاب الخالق الكريم بيومين كنت أمامه في غرفة العناية المركزة وشعرت رغم غيبوبته الكاملة أنه كان يدرك وجودي أمامه. رحمك الله يا شيخ منصور بن حمد المالك وجعل مقامك بين الصالحين الطيبين من عباده فقد ودعنا معك ركناً من التقوى والاستقامة الدينية والأخلاقية. إلى جنة الخلد أيها الشيخ الذي كان صديقاً للجميع.
مشاركة :