القاهرة ــــــ القبس| جدّدت مصر والإمارات رفضهما المساس بالاستقرار العربي، مؤكدتين ضرورة التصدي بمنتهى الحزم لكل التدخلات والمحاولات التي تستهدف النيل من أمن الدول العربية. جاء ذلك في بيان للرئاسة المصرية، عقب استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة أمس، عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، بحضور نظيره المصري سامح شكري، والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة عباس كامل. وأوضح البيان الرئاسي أن اللقاء شهد مناقشة التطورات على الصعيد الإقليمي والمخاطر التي يتعرّض لها الأمن القومي العربي، إضافة إلى بحث تعزيز العلاقات بين البلدين، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. وأكد الرئيس المصري أهمية الاستمرار في التباحث بين الجانبين في شأن الملفات الإقليمية المختلفة والأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة وأفضل السُّبل للتعامل معها وتسويتها، مشيدا بخصوصية العلاقات المصرية ـــــ الاماراتية، وما تمثله من نموذج للتعاون الإستراتيجي البنّاء بين الدول العربية. تغيير المنهج من جانبه، أعرب وزير خارجية الامارات عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات إستراتيجية متميزة، مؤكدا حرص الإمارات على تعزيز أطر التعاون الثنائي ومواصلة التنسيق والتشاور المكثّف بين الجانبين ازاء مختلف القضايا. وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري، قال بن زايد تعليقا على تطورات الأزمة الخليجية: «إننا أمام عدد من التحديات، بينها انتشار التطرّف والإرهاب والكراهية وإفساد العقول، وقطر إحدى منصّات نشر ذلك، وإذا أرادات أن تغير منهجها فمن المؤكد أننا سنكون مرحبين بعودتها إلى الصف العربي، وإذا أرادات أن تستمر في هذا النهج فنحن لسنا في حاجة الى تغيير سياستنا، ولا بد أن نعمل معا أمام هذه التحديات التي تمثّل هاجسا لنا، وأن نعمل على حماية شعوبنا من خطاب العنف والكراهية، وسنستمر بذلك حتى نعود لإسلامنا الوسطي الذي تربينا عليه». وحول التدخّلات الإيرانية والتركية في سوريا، قال بن زايد إن «ما نراه في سوريا اليوم هو وضع في غاية التعقيد، وهناك مسؤولية على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فعليها أن تقوم بدور اكبر لحماية الشعب السوري وإيجاد المساحة والإمكانيات اللازمة لإعادة إنعاش الحوار السياسي، لأنه لن يكون هناك حل عسكري في سوريا، ولا بد أن يترك الأمر للسوريين وتختفي كل الميليشيات التي دخلت سوريا، سواء المدعومة من إيران أو تركيا». وشدّد بن زايد على أهمية العلاقات بين مصر والإمارات لمواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية والفراغات التي تظهر في دول عربية، مثل ليبيا وسوريا ولبنان، واليمن، وقال: «نحن نرى أن مصر تعافت من محنة، لم تكن صعبة عليها فقط، بل على كل محبي مصر»، مشيرا إلى أن التحديات الآن من غير العرب، من قبل إيران وإسرائيل وتركيا، مستمرة، وما يهمنا حقيقة أن نستعيد كل ثقل عربي ممكن، ولهذا السبب فإن مصر والسعودية والإمارات أمامها مهمة تاريخية ومسؤولية كبيرة، ونحن نقوم بهذه المسؤولية بكل إصرار وعزيمة». سياسات مغايرة بدوره، قال شكري إن «موقف الدول الأربع واضح، ولا تزال القضايا التي يجب التعامل معها من قبل الدوحة كما هي، وليس هناك ما نضيفه لذلك إلا أن تنتهج حكومة قطر سياسات مغايرة وتتعامل بجدية مع هذه المشكلات». وتابع شكري: «وفي حدود علمي، ليس هناك أي تحديد لأي اجتماعات في القريب العاجل مرتبطة بهذا الأمر، وهذه القضية لا تأخذ حيزا كبيرا في إطار القضايا الكبيرة التي نناقشها». وأكد وزير الخارجية المصري أن «الوضع في سوريا يزداد تعقيدا»، وأن «الشعب السوري يعاني من التدخّلات، سواء من تركيا أو إيران».
مشاركة :