منصات الإنترنت تزاحم مجموعات الألبسة الميسورة الكلفة

  • 3/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في وجه المنافسة المتنامية من عمالقة الإنترنت وعلى رأسهم «أمازون»، تكثّف مجموعات الملابس الميسورة الكلفة، من قبيل «زارا» و«إتش آند إم» الجهود، معوّلة على متاجرها الميدانية لتعزيز عروضها على الإنترنت. في مقرّ «زارا» الضخم في شمال غربي إسبانيا، 15 منصة تصوير مخصصة لموقع المجموعة الإلكتروني الذي يحدّث بانتظام. وكلّ أسبوع تتغيّر الأزياء المعروضة عليه إثر جلسات تصوير جديدة للحصول على أفضل سبع صور تظهر قطع الملابس من كلّ جانب.وفي المجموع، تنشر 1500 صورة على الإنترنت مرتين في الأسبوع تماشياً مع تجدد السلع في المتاجر الميدانية. ويقول بابلو إيسلا المدير التنفيذي لمجموعة «إنديتكس» المالكة ل «زارا» إن «المبيعات على الإنترنت باتت عنصراً يلعب دوراً كبيراً في نموّ الشركة». وفي العام 2017، شكّلت هذه الأنشطة 10 % من إجمالي مبيعات السلسلة، ولم تبدأ المجموعة في الكشف عن أرقامها إلا في العام 2010. وإذا ما أرادت «زارا» أن «تحافظ على قدرتها التنافسية على المدى الطويل»، ينبغي لها أن تعزز من انتشارها على «الشبكة العنكبوتية»، بحسب سيرجو أفيلا لوينغو المحلّل لدى «آي جي ماركتس». ويرى الخبير أن «إنديتكس» واجهت صعوبات متزايدة في تصفية بضائعها سنة 2017 بسبب منافسة عمالقة الإنترنت في هذا المجال، وعلى رأسهم «أمازون». ولا يخفى على «إتش آند إم» السويدية أن تراجع أرباحها سنة 2017 ناجم بجزء كبير من مزاحمة المنصات الإلكترونية. فسوق الملابس «تشهد تحولاً كبيراً.. ما يشكّل تحدياً للجميع»، بحسب ما قاله المدير التنفيذي للشركة كارل - يوهان بيرسون في منتصف شباط/ فبراير. وهو يرى أن «المنصات الإلكترونية، من قبيل أمازون وعلي بابا تضرّ بقطاعنا» ولا بدّ أيضاً من أخذ «المواقع الصغيرة المتخصصة في هذا المجال» في الاعتبار. وفي الولايات المتحدة، كانت «أمازون» أكبر منصة بيع إلكترونية للملابس، مع حصة في سوق الألبسة تبلغ 11% من المرتقب أن تصل إلى 19% سنة 2020، بحسب بيانات صادرة عن «بلومبيرج».وفي أوروبا، ارتفعت مبيعات منصة بيع الأحذية الألمانية «تسالاندو» بنسبة 25 % بين 2012 و2015، في حين سجّلت «إيسوس» البريطانية لسلع الموضة نمواً نسبته 34%، بحسب مؤسسة «إي-كومرس». وكرست «إتش آند إم» 45 % من استثماراتها لقطاع الإنترنت العام 2017، أي حوالي 600 مليون يورو مع استوديو تصوير جديد وتطبيقات قابلة للتكييف موجهة لزبائنها. وتطور المجموعتان إمكانية التسليم في اليوم التالي أو حتى في اليوم نفسه ، لطلبية عبر الإنترنت مع القدرة على إرجاع الملابس إلى المتجر بسهولة. هذه الخدمات للزبائن تشكل تحدياً لوجيستياً فعلياً أمام «أمازون»، التي تتمتع «ببنية لوجستية أكبر بكثير»، على ما يفيد أفيلا لوينغو. وفي إطار هجومها المضاد، فتحت «إنديتكس» 19 مخزناً في العالم مكرساً فقط للإنترنت تدار على أنها متاجر بحد ذاتها. وستحذو «إتش آند إم» حذوها قريباً. (أ.ف.ب)

مشاركة :