بالصور.. "سُقيا 1000" تروي عطش اليمنيين المحاصَرين

  • 3/19/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سلطت صحيفة "سيليت" الفرنسية، الضوء على مبادرة طوعية قام بها أحد المواطنين اليمنيين، من خلال الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، لتقديم المساعدات إلى أبناء جلدته المحاصرين بأيدي ميليشيات الانقلابيين. "في عدد من شوارع العاصمة صنعاء، رأيت أناسًا يتقاتلون على المياه". ومنذ هذا اليوم، قرر أنور الحايمي إطلاق هاشتاق "#سقيا_1000" على حسابيه في موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"سناب شات". ونقلت الصحيفة عن هذا الرجل الثلاثيني تحذيره من نقص خطير في المياه ببعض الأماكن، قائلًا: "لم يعد يوجد مئات الخزانات التي كانت تضعها المنظمات الإنسانية في اليمن؛ بسبب نقص التمويل". وأشارت إلى أنه في يناير الماضي، طلبت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، ما يقرب من 3 مليارات دولار؛ من أجل عملياتها في البلاد عام 2018؛ حيث دفع المانحون في العام الماضي 70% فقط من 2.3 مليار دولار مطلوبة لتغطية النفقات. وأوضحت أن الحايمي الذي اختار أن يشارك في هذه الحملة قبل 6 أشهر، قرر العودة إلى الوطن بعد 6 سنوات قضاها في الخارج؛ حيث أشار: "شعرت بالحاجة إلى فعل بشيء بيدي، خاصةً للشباب". في غضون شهرين فقط، بين نوفمبر ويناير، استطاعت حملة الحايمي جمع 6 ملايين ريال يمني، أي نحو 20 ألف يورو، كما تؤكد "سيليت". بضواحي صنعاء الفقيرة، تمت معاينة 1000 خزان وملؤها. وخلال هذه الحملة الأولى ضُخت فيها 6 ملايين لتر من المياه، ووُفرت المساعدة لأكثر من 30 ألفًا، أي نحو 5 آلاف أسرة، وفقًا لأنور الحايمي الذي أوضح أنه في الضواحي لا تستطيع أي منظمات الوصول ومد السكان بالخدمات العامة الأساسية. وتقول الصحيفة إن الحايمي (مهندس طيران مدني ومالك مقهى للإنترنت وأب لطفلين)، يخصص يومين أسبوعيًّا في المتوسط للمشروع الذي أطلقه بفضل الشبكات الاجتماعية. "بعض الناس يعيشون في حالة إنكار، وقليل يستثمرون أموالهم في الأعمال الخيرية". ويضيف الحامي: "لدي القدرة على التصرف.. اعتبرت أن من واجبي اتخاذ إجراء ربما لإلهام الآخرين". وتابع: "لا أريد التساؤل: لماذا لا يتم مساعدتنا؟! أفكر فقط كيف يمكنني المساعدة على المستوى الشخصي". وأثناء توزيع الماء، يقوم هذا الناشط وغيره من الشباب المشاركين في الحملة، بتوعية السكان بأهمية النظافة لئلا يضرب طاعون آخر اليمن: "بعض الناس يرمون نفاياتهم بالقرب من الخزانات. نحن نثقفهم حول المخاطر ونحاول تغيير العبوات التي يستخدمونها لتعبئة المياه؛ لأنه يمكن أن تصبح سامة وتسبب أمراضًا كالكوليرا". وقتلت الكوليرا أكثر من 2000 شخص في اليمن. وقد يتفاقم الوباء بجانب الأمراض الأخرى المنقولة عبر الماء مثل الدفتيريا. وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإنه مع اقتراب موسم الأمطار، يمكن إصابة ما يصل إلى مليون شخص بالإسهال نتيجة البكتيريا. ويقوم أنور الحايمي -ومعه عدد قليل من الأصدقاء- بتنظيم حملات لتوزيع الطعام والبطانيات أيضًا خلال فصل الشتاء، كما يجمعون في بعض الأحيان المال لدفع إيجارات السكان المتأخرة. ويقول الحايمي: "يتابعني الكثير من الناس على الشبكات الاجتماعية، ويتحدثون معي عن حالات فردية من اليمنيين المحتاجين. ولكننا أردنا أن نفعل شيئًا أكبر؛ لذلك بدأنا استخدام تصنيف ومشاركته في ملفات مختلفة". وتوضح "سيليت" أنه بالنسبة إلى المغتربين اليمنيين أو المنفيين، تشكل الشبكات الاجتماعية رابطًا أساسيًّا مع أرضهم؛ حيث لا توفر وسائل الإعلام سوى القليل جدًّا. يذكر أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن، قام أيضًا منذ بدء النزاع في اليمن، بعدد كبير من الأعمال لانتشال اليمنيين من معاناتهم التي تسبب بها الانقلاب الحوثي؛ وذلك بأكثر من 200 مشروع، شملت كافة المحافظات اليمنية، حتى التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.

مشاركة :